अफ्रीकी शेर और इटैलियन टाइगर के बीच: इटैलियन इथियोपियन समस्या पर एक ऐतिहासिक, मानसिक और सामाजिक विश्लेषणात्मक अध्ययन
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
शैलियों
ولكن عمرو بن العاص لم تخمد جذوة مكره، ولم تنطفئ شعلة دهائه، فعاد من الغد إلى النجاشي بفتنة جديدة، ولكنها فشلت، وقال النجاشي للمسلمين: «ليس بين دينكم وديننا أكثر من هذا الخط.» وقد أخذ عودا وخط به على الأرض، وأحسن وفادتهم، وأكرم ضيافتهم، وعاملهم بالعدل والدعة.
وقد برهن الأحباش وعلى رأسهم النجاشي والبطارقة أنهم شعب كريم عريق في الشفقة والإنسانية والعطف على كل مظلوم أو مضطهد، سواء كان على دينهم أو على دين يخالفه، فغمروا المسلمين المهاجرين بحسن الجوار، وجميل المعاملة؛ مما جعل المسلمين يطمئنون إلى جوارهم، ويسكنون إلى حمايتهم من أهل مكة الذين تتبعوهم بالأذى حتى في المنفى.
ودل النجاشي والأحباش على أنهم أهل مروءة ونجدة، وقد صدق نظر رسول الله عليه الصلاة والسلام إذ بعث بأصحابه إلى الحبشة منتظرا معاملتهم بالعدل والحسنى.
طموح مصر إلى فتوح أفريقيا
آخر جهود مصر في توسيع أملاكها في أفريقيا
تنازلت الحكومة العثمانية في سنة 1866 لمصر عن سواكن ومصوع، مقابل زيادة في الجزية التي كانت تقبضها تركيا من مصر مساناة، فأخذت الحكومة المصرية تسعى في توثيق المواصلات بين مصوع وكسلا، فأنشأت بينهما خطا حديديا يمر في سنهيت التي اعتبرتها مصر داخلة في منطقة كسلا.
ولمدينة كسلا هذه أهمية كبرى من الناحية الحربية؛ لأنها واقعة على أحد روافد نهر عطبرة، وقريبة جدا من الحدود بين الحبشة والسودان، ويكاد يربطها بمصوع خط مستقيم مارا بأسمرا (عاصمة إريتريا)، ولا تبعد كسلا عن حدود إريتريا أكثر من عشرين كيلومترا، فلها في كل وقت أهمية عسكرية كبرى في أي حرب تنشب بين الحبشة وبين أية دولة أخرى «ولو أنها كانت في يد إحدى القوتين المتحاربتين لأكسبتها مزايا لا يستهان بها، بل إن كسلا تستطيع أن تتحكم عسكريا على إريتريا».
1
ولم تكن تلك الأهمية لتخفى على نجاشي ذلك الزمان (1866)، وهو تيودورس، فادعى امتلاك سنهيت للحبشة.
ولكن تيودورس ما لبث أن جر على نفسه حربا مع الإنجليز، وإليك بيان أسباب تلك الحرب بالإيجاز؛ فإن سياسة بريطانيا في شرق أفريقيا في أواسط القرن التاسع عشر كانت في الاتصال بحكام الحبشة، حتى توطدت روابط المودة بين الإنجليز وتيودورس ملك الحبشة، وفي نهاية الأمر جردت عليه حملة انتهت بانتحاره خوفا من الوقوع في الأسر، وسقوط ماجدلا، عاصمة ملكه، في يد سير روبرت ناييبير، الذي صار لورد ناييبير أوف مجدالا بعد انتصاره على الأحباش.
अज्ञात पृष्ठ