هذه يا سيدي باكورة أعمالي أرفعها إليكم إيذانا بخدمتكم الجليلة للوطن، وإقرارا بما لكم من عظيم الفضل، وألتمس أن تتكرموا بقبولها هدية ود واحترام من المخلص.
جرجي مطران
الجزء الأول
الفصل الأول
قيل: إن متوشالح
1 - عليه السلام - عمر ما ينيف على 969 سنة، ولو قضي لي أن أعيش مثل هذا العمر الطويل، لما نسيت في آخره سنة 1878؛ إذ إن من الحوادث ما لا ينسى، وقد كانت هذه السنة مبدأ ما جاءني به مستقبل الأيام من السعادة والشقاء.
دخلت نحو الساعة العاشرة إلى مكتب فركنباك الصيرفي الشهير بباريس، وكنت أحمل إليه كتاب وصاة من عمي، فصدني عن الدخول حاجب ذو غلظة، تلوح على وجهه دلائل الخبث، يلبس صدرة موشاة بالطراز المذهب، ورداء عاتما إلى الخضرة مذهبا أيضا، وقال لي: ما تريد؟ فقلت: أريد مقابلة البارون فركنباك، فهل هو هنا؟ فقال: الأفضل أن تعود إليه مرة أخرى.
وظهر لي من خشونة الحاجب أن البارون كان قد أمره بأن لا يأذن للناس بالدخول عليه.
فقلت له: إني قادم من افريه ومعي كتاب إلى البارون من أحد أصدقائه، لا بد لي من تسليمه له قبل مساء اليوم، ففي أي وقت أتمكن من مقابلته؟
فلما سمع هذا الكلام تبسم بعد التقطيب وأجابني بما في وسعه من الرقة والتلطف: تفضل يا سيدي، وأعطني بطاقة باسمك والكتاب الذي تحمله، وسآتيك بعد هنيهة بالجواب، فدفعتهما إليه.
अज्ञात पृष्ठ