धर्म और विज्ञान के बीच: मध्य युग में उनके बीच संघर्ष का इतिहास खगोल विज्ञान और भूगोल और उद्भव के संदर्भ में
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
शैलियों
Babel «برجا يصل من فوق قمته إلى السماء»، ذلك البرج الذي تدلى الحي القيوم - على معتقدهم - من عليين ليمتع به نظره ويراه، فأمر باختلاف الألسنة واللغات ليقف إتمامه، ويصد بانيه عن غرضه. ومنها الأسطورة الهندية في تلك الشجرة التي أرادت أن تبلغ إلى السماء ارتفاعا وأعاقها «براهما»
Brahma . ومنها الأسطورة المكسيكية في أولئك الجبابرة الذين أرادوا أن يبلغوا السماء ببناء هرم «شولولا»
Cholula
والذي انصبت عليه من السماء نيران جعلته قاعا صفصفا.
ولقد كانت هذه الفكرة الجغرافية سببا في انتشار أساطير ظلت حية وارفة الظل آلافا من السنين؛ فالصعود إلى السماوات العلى والهبوط منها، ورفع الأحياء إلى السماء وانتقال الموتى إليها بعد أن يقضوا نحبهم في هذه الحياة الدنيا، والتبشير السماوي، وقبض الذوات الفانية في السماء ورجوعهم إلى الأرض، وطيران الملائكة في الفضاء بين الأرض والسماء، والصواعق المنقضة منها، والرياح الزعازع المنبعثة على الأرض من جوانبها، والأصوات التي تخاطب من الطابق الأعلى رجالا في الطابق الأسفل، وفتح أبواب السماء أحيانا لإنزال الرحمة والخير على العباد الصالحين، والإشارات والعجائب التي تظهر في السماء لإرهاب الأشقياء الصالحين، إلى غير ذلك من صنوف العلاقات، من المعتقد الوثني في هبوط الإله لتأدية كل صنوف الرسالات الشفوية، ونزول الحي القيوم إلى «جنة عدن» ليتنزه لدى اعتدال الهواء أثناء النهار، إلى معتقد النصارى في انقضاض «القديس بولص» على سوق «البندقية» ليحطم الأغلال، التي صفد بها عبد من العبيد، كل هذه الأشياء صور مختلفة تشكلت فيها الأساطير الدينية التي قامت على تلك الفكرة الجغرافية، متطورة من صورة إلى أخرى على مر الأجيال.
غير أن خطأ النشوء والتطور في تلك الفكرة لم يقف عند هذا الحد، فمن الطبيعي أن يعتقد كل من ينظر في حقيقة العالم هذه النظرة، بأن السماء ما دامت علاء، فإن جهنم
6
لا بد من أن تكون حضيضا. وأن الرفع إلى الأولى يناظره الإهباط إلى الثانية. وما دامت جهنم على ما ترى من القرب إلى الأرض، فإنه من الطبيعي أن يستطيع سكانها أن يتدخلوا في أعمال أهل الدنيا تدخلا مباشرا دائما، وأن يكون تدخلهم موضوع بحوث مستفيضة تحثى بها بطون الكتب خلال القرون الوسطى. ولقد كان لهذا الموضوع من عبقرية «دانتي » نصيب وافر؛ فإنه استطاع بما خص به من قوة الوصف أن يجلو سر هذا التصور، تصور جهنم وسكانها، مصبوبا في قالب واضح من لغته الساحرة، حتى لقد ظلت بعض الصور التي تقلبت فيها هذه الفكرة سياجا حصينا ضد البحوث الجغرافية عن أن تنبعث في سبيلها المحتومة زمانا. فإن كثيرا من السياح الذين لم تكن لترهبهم الأنواء ولا قوة القرصان، قد انثنوا عن عزمهم خائفين من أن تبتلعهم وسفينهم فوهة من فوهات جهنم، التي كان يعتقد في ذلك الزمان اعتقادا عاما بأنها تقع في عرض المحيط الأطلانطيقي، وعلى مسافة غير معروفة من شاطئ أوروبا. وكان هذا الخوف الذي استمكن من قلوب السائحين المقتحمين لمخاطر البحار، صعوبة من أكبر الصعاب التي قامت في وجه «خريستوف كولمبوس» لدى أول شروعه من رحلته المبرورة. ولقد عثرت في كتاب هو بمثابة متن مختصر أراد وضعه أن يعبر فيه عن حقائق العلم في صورة محاورة كتبت في القرون الوسطى، على السؤال والجواب الآتيين: لماذا تكون الشمس شديدة الأحمرار عند المساء؟ - لأنها إذ ذاك تكون مواجهة لجهنم!
غير أن جرثومة الحقيقة العلمية التي فرخت في العقل الإنساني خلال العصور الأولى كانت لا تزال حية، جرثومة الاعتقاد بالحقيقة الجغرافية الكبرى في كروية الأرض. وعلى الرغم من أن العديد الأوفر من آباء الكنيسة الأولين، وعلى الأخص «لاكتانتيوس» قد نصبوا أنفسهم للقضاء على هذه الحقيقة وتحطيمها مستندين إلى الأقوال المنسوبة إلى «أشعياء وداود والقديس بولص»، فإن الفكرة الصحيحة التي تكونت في عقل «إيودكسس»
Eudoxus
अज्ञात पृष्ठ