113

बयान वा तबयीन

م م - البيان والتبيين للجاحظ

प्रकाशक

دار ومكتبة الهلال

प्रकाशक स्थान

بيروت

قال: وحدثني محمد بن يسير الشاعر قال: قيل لأعرابي: ما الجمال؟ قال: طول القامة وضخم الهامة، ورحب الشدق، وبعد الصوت. وسأل جعفر بن سليمان أبا المخش عن ابنه المخش، وكان جزع عليه جزعا شديدا، فقال: صف لي المخشّ. فقال: كان أشدق خرطمانيا «١»، سائلا لعابه، كأنما ينظر من قلتين «٢»، وكأن ترقوته بوان أو خالفة «٣»، وكأن منكبه كركرة جمل ثفال «٤» . فقأ الله عينيّ إن كنت رأيت قبله أو بعده مثله. قال: وقلت لأعرابي: ما الجمال؟ قال: «غؤور العينين، واشراف الحاجبين، ورحب الشدقين» . وقال دغفل بن حنظلة النسابة، والخطيب العلامة، حين سأله معاوية عن قبائل قريش، فلما انتهى إلى بني مخزوم قال: «معزى مطيرة، علتها قشعريره، إلا بني المغيرة، فإن فيهم تشادق الكلام، ومصاهرة الكرام» . وقال الشاعر في عمرو بن سعيد الأشدق: تشادق حتى مال بالقول شدقه ... وكل خطيب لا أبا لك أشدق وأنشد أبو عبيدة: وصلع الرؤوس عظام البطون ... رحاب الشداق غلاظ القصر «٥» قال: وتكلم يوما عند معاوية الخطباء فأحسنوا، فقال: والله لأرمينهم بالخطيب الأشدق! قم يا يزيد فتكلم.

1 / 118