الثالث: أنه يلزم منه إبطال دليل النبوة وذلك يوجب الكفر، بيان ذلك: أن دليل النبوة مبني على مقدمة هي أن الله تعالى خلق المعجز على يد المدعي للرسالة لغرض التصديق لأنه لو فعله لا لذلك لم يكن دليلا على التصديق.
قال: فإذا انتفى الغرض عندهم استحال العلم بصدق مدعي النبوة.
واعلم أن الأشاعرة التزموا حكمين أبطلوا بهما مقدمة دليل النبوة معا:
الحكم الأول: أنهم جوزوا وقوع القبيح من الله تعالى فلم يمتنع منه حينئذ إضلال الخلق فلا يلزم صدق من صدق الله تعالى لجواز أن يصدق الكذاب.
الحكم الثاني: أنهم قالوا إن الله تعالى لا يفعل لغرض ودليل النبوة أن الله تعالى فعل المعجز لأجل التصديق وكل من صدق الله تعالى فهو صادق، والمقدمة الثانية تبطل بالحكم الأول، والمقدمة الأولى تبطل بالحكم الثاني.
पृष्ठ 12