बयान फ़ी इंग्लिज़ व अफ़गान
البيان في الإنجليز والأفغان
शैलियों
رابعا:
ليس من غير المحتمل، فوق هذا كله، أن يقوم الأفغان - بدافع من الكراهية والحقد الخالصين - بتسليم بلادهم للروس، إذا اضطروا إلى ذلك، وعندئذ يجد الإنجليز أمامهم شيطانا لا حليفا.
خامسا:
إذا افترضنا أن ينجح الإنجليز في دخول أفغانستان، أفلا يعبر الروس جبال الأوكسوس ويحتلون بلخ بحجة أنها من أقاليم بخارى، وأن أهلها من الأوزبك، وأن الأفغان ضموها إلى بلادهم دون حق، وبذلك يجبرونهم على تسليمها؟ وعندئذ سوف تسقط المينا في أيدي الروس، ويحولونها إلى معسكر لجندهم الاحتياطي، يرسلون منه قواتهم إلى هراة وقندهار؛ لأنه لا يوجد أي عقبات طبيعية في ذلك الطريق، ثم يرسلون قوات من فرسان القوزاق للاستيلاء على ممرات هندكوش، ويسيطرون على باميان التي تعد مفتاح كابول.
وسادسا:
إذا نجح الإنجليز في الاستيلاء على أفغانستان، فإنهم إما أن يظلوا بها أو يضموها إلى أراضيهم، وفي الحالتين سوف يشاركون الروس في الحدود، ومن ثمة يعرضون أنفسهم إلى نزاعات وأخطار لا نهاية لها. ومن الناحية الأخرى، إذا انسحبوا من البلاد بعد إخضاع الأمير، وطيه تحت جناحهم، فإن أي حرب تعلن عليه ستكون حربا عليهم.
ولكن إذا هم قنعوا باحتلال الممرات تاركين الإمارة وشأنها، فسوف يكونون في هذه الحالة قد نجحوا في تحويل الأفغان - الشعب المحارب الذي لا يساوم على كراهيته، المصمم على القصاص والثأر - إلى أداة جاهزة في أيدي روسيا لاستخدامها كيفما شاءت. ومن ثمة تكون النتيجة إزاء الإنجليز أسوأ وأفدح مما لاقوا من قبل.
ولكن إذا اعترض معترض هنا بأن الإنجليز سيحمون أراضيهم باحتلال الممرات المؤدية إلى الهند، وبعدها لا يقعون في خوف من الروس أو الأفغان، فإننا نجيب أولا: إن الاستيلاء على الممرات لن يمنع القبائل الأفغانية التي تقطن الجبال المطلة على الهند من الإغارة المستمرة على الأراضي البريطانية، ونجيب ثانيا: إذا رغب الروس، في ظل الظروف التي فرضناها، أن يعلنوا الحرب على الإنجليز، فسوف يتحالفون مع الأفغان، ويتجمعون في قندهار، ويزحفون من هناك إلى فوشاخ ثم قلعة ناصر دون أن يواجهوا أي اعتراض من شعب بولان، ومن هنا يتحركون نحو السند، أو قد يتخذون طريق جونداوا أو طريق ساجستان المؤديتين إلى قلعة ناصر، حيث لا توجد أي عقبات.
وهنا لا نملك إلا أن نتساءل: ما الذي دفع الإنجليز إلى التفكير في احتلال جزيرة رام هرمز، بغية جعلها محطة ومخزنا لقواتهم ومهماتهم الحربية، ومنها يزحفون - عند الاحتياج - بجيش يسد الطريق المؤدية إلى الطريقين اللتين ذكرناهما نحو جونداوا وساجستان؟ إن هذا التحرك يحمل عداء صريحا نحو الشاه، ويدفعه إلى التحالف مع روسيا، وفوق هذا وذاك فإنه قد لا يفيدهم؛ لأنه ليس من المرجح - في حالة غياب العوائق الطبيعية - أن يقدروا على مواجهة الروس والأفغان مجتمعين.
بل يجب أن نضع في أذهاننا أنهم إذا استولوا على الممرات فلا بد أن يدعوها تحت حراسة الجنود الهندوس، الذين تنكر للولاء منهم مائة ألف جندي، نتيجة سوء المعاملة من الإنجليز زمن العصيان الذي سبقت الإشارة إليه، وأداروا في وجوههم - وجوه الإنجليز - الأسلحة التي زودوهم بها لمحاربة أعدائهم.
अज्ञात पृष्ठ