बटल फतीफ इब्राहिम
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
शैलियों
هذا ما لزم إفادتكم والله يحفظكم.
إخوتكم أهالي دير القمر
نصارى ودروز
27 أيار 1840
وهكذا بدأت الثورة اللبنانية التي اعتمد عليها اللورد بالمرستون لإعلان اتفاق الدول الأربع دون فرنسا كما قلنا.
ولما بلغ إبراهيم باشا خبر اتفاق دير القمر، كتب إلى الأمير بشير ليجمع السلاح الذي كان قد وزعه على النصارى ليقاتلوا به الدروز إبان ثورتهم، وأرسل رسالة إلى الأعيان يحذرهم من الاغترار، فرفض الأهالي تسليم سلاحهم.
وأرسل الأمير بشير كتابا إلى أعيان البلاد يقول فيه: «بلغنا أن جهال دير القمر أرسلوا إليكم مكاتيب لأجل أن يغشوكم كما غشوا ذواتهم، ولكي يرموكم تحت تغيير الخاطر، وأنكم ما قبلتم ذلك ولا جاوبتموهم. ولكن رأفة بكم وخشية لئلا يغشوكم بكثرة المراسلات، اقتضى إصدار هذا الأمر إليكم نحذركم وننصحكم من الوقوع بهذا الغلط الذي يوجب خراب الديار وقلع الآثار. وإذا كان عندكم مراسيل من الدير حالا اطردوهم وارموا عليهم القبض وأرسلوهم لطرفنا.»
ولما رأى إبراهيم باشا حركة العصيان وعدم تسليم السلاح، أرسل قوة لجمعه من نصارى الشحار والمناصف، فاستنجد هؤلاء بأهل دير القمر، فذهب منهم لنجدتهم مائة شاب، فاحتمى الضابط بالشيخ محمود النكدي. ووصل بعد ذلك خبر قدوم سليمان باشا من صيدا إلى دير القمر، فذهب مائتان إلى جسر الأولى وطردوا العساكر من الخان، وانضم إليهم أهل المعلقة وجدوا في أثر الجنود حتى أبواب صيدا. وأرسلت حامية صيدا في اليوم الثاني ألفي جندي، جمعوا أمتعة الجنود وعادوا إلى صيدا، وسلب أهالي بعبدا سلاح الجنود الذين كانوا قادمين من دمشق إلى بيروت، فاستعاده منهم الأمير حيدر وأرسله إلى الأمير بشير.
وهكذا أخذت الثورة تمتد، وقادها بعض الأمراء الشهابيين واللمعيين والمشايخ آل الخازن وحبيش والدحداح. وبرز فيها أبو سمرا غانم ويوسف الشنتيري، فكانا من أبطالها، حتى إن اللبنانيين كانوا يتغنون ببطولتهما ويقولون: «سبعين طلعوا في الديري، بو سمرا والشنتيري.»
ولما اشتدت حركة الثورة في جنوبي لبنان، وضيقت الخناق على مدينة صيدا، أرسل سليمان باشا آلايا من الجند المصري لحراسة المطاحن، وأمر الجنود بألا يتعرضوا للثوار، وأرسل إلى هؤلاء رسولا بأن محمد علي باشا لا يطلب نزع سلاحهم منهم، بل استعادة السلاح الذي وزعه عليهم ليسلح الرديف به، وأكد لهم أنه لم يخطر بباله تجنيدهم. وأرسل الأمير بشير رسالة لتسكين الأفكار، فعاد الثوار إلى قراهم. ولكن ظهر بجوار بيروت في أوائل يونيو زعيمان للثورة؛ هما أحمد داغر وأبو سمرا غانم، فهاجموا الحامية في مدينة بيروت. وفي 4 يونيو اجتمع أعيان إقليم المتن وكسروان، وتحالفوا على العدوان، ونهبوا مخازن الحكومة ومستودعاتها، فأرسل إليهم الأمير بشير ولده الأمير أمينا ليخلدوا إلى السكينة، فأجابوه أنهم يطيعون إرادته إذا أجيبت مطالبهم، وهي: (1)
अज्ञात पृष्ठ