बटल फतीफ इब्राहिम
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
शैलियों
ولما كانت الجنود المصرية قد تعبت من البرد، أمر محمد علي معامله بصنع الملابس الصوفية والأحذية وإرسالها بلا إبطاء لراحة الجيش في فصل الشتاء.
وهكذا وقف إبراهيم في قونيه ينتظر وصول رشيد باشا ويدرب قواته على القتال ويمرنها على الطرقات وعلى الخطط التي وضعها مع أركان حربه.
لما وصل الخبر إلى إبراهيم باشا بأن رشيد باشا يزحف لمقاتلته بجيش كبير لجب، أرسل إلى الأمير بشير أمير لبنان بأن يوافيه إلى طرسوس، وأرسل مركبا حربيا لركوبه، فلما وصل أبلغه أمر رشيد باشا، وأنه بحاجة إلى جمع كل قواته من أطراف سوريا، فهو يكل إليه أمر تلك البلاد ويطلق يده في تعيين المتسلمين. فعاد الأمير بشير، وتولى الأمر بنفسه، وعين المتسلمين لصور وصيدا وبيروت وطرابلس واللاذقية من أبناء عمه الأمراء الشهابيين، وأبقى ابنه الأمير أمينا لدى إبراهيم باشا ليكون صلة الاتصال بينهما، وقبل إبراهيم باشا المتطوعين من بلاد أدنه وكرمانيا، وعاد إلى قونيه، وأخذ يمرن جيشه في سهول قونيه وجبالها ومعابرها على طرق القتال فيها وعلى تنفيذ الخطة التي وضعها.
ولما وصل رشيد باشا إلى أك شهر ونزل في قديم خان - وهي على مسيرة 9 ساعات من قونيه - كتب إلى الباب العالي أن الجيش المجتمع لديه يبلغ عدده ستين ألفا، وأنه عزم على مهاجمة إبراهيم، وأنه أرسل 20 ألفا بقيادة سليمان باشا من سيواس للف حول ميسرة إبراهيم باشا من كرمانيا، وقال في تقريره إن جيش إبراهيم باشا لا يزيد على 25 ألفا، وإن طلائعه أوقعت الخسارة بمقدمات المصريين، ففرحت إستامبول لهذه الأخبار.
على أن إبراهيم باشا أرسل قوة بقيادة أبو دبوس باشا لاحتلال قيصرية والوقوف في وجه سليمان باشا.
ولما وصل تقرير رشيد باشا إلى إستامبول صدر إليه الأمر بالهجوم في الحال على إبراهيم باشا، فتقدم إلى الأمام، ولما وصل إلى يورغان لاديك كتب إلى إبراهيم باشا زميله في حرب المورة يقول:
أخي وعزيزي إبراهيم باشا
إني قد تلقيت من مولانا السلطان الأمر بمهاجمة جيشك وطرده من البلاد التي يحتلها الآن، فأنا أسألك باسم الله الذي نعبده جميعا وباسم ما بيننا من الصداقة والإخاء، إلا كففت عن إراقة دماء المسلمين، فإنك تعلم أن تبعة القتال تقع بعد الآن عليك، فعليك أن تضع حدا لهذه الحرب بانسحابك مع جيشك من بلاد احتلها بدون وجه من وجوه الحق.
فرد عليه إبراهيم باشا بقوله:
أخي وعزيزي رشيد باشا
अज्ञात पृष्ठ