बटल फतीफ इब्राहिम
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
शैलियों
حيث ثبت خروج محمد علي وولده إبراهيم عن طاعة سلطانهما فحق العقاب عليهما كما حق على سائر من حذا حذوهما بشق عصا طاعة أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين، وبذلك قضى الشرع الشريف.
أولا: تجريد محمد علي وولده إبراهيم من جميع الرتب والمناصب الديوانية وألقاب الشرف الممنوحة لهما من لدن أمير المؤمنين، ثم بقصاصهما مع سائر من شاركهما في هذا العصيان والخروج عن طاعة السلطان.
صدر ذلك الحكم، فحمله إلى محمد علي قومندان إحدى السفن الإنكليزية، فلم يعبأ به وأخذ مشايخ العلم في مصر وسواها يهزءون بالفتوى والحكم.
وكان جماعة من كبار الأجانب مجتمعين عند محمد علي يوم شاع أن القيصر نقولا قد جن على ما روت الجرائد، فقال أحد الكبراء من الأجانب: لقد سمعنا أن القيصر قد جن، فأجاب محمد علي أن ذلك ليس غريبا، ومهما بلغ جنونه فإن جنون متبوعي السلطان لأكبر، فهو الآن يدعو محمد علي إلى المثول بين يديه بحجة التعاقد معه على ما فيه المصلحة، ونسي كل ما فعله. ثم قهقه ضاحكا حتى استلقى على ظهره من الضحك. ومن خلق محمد علي أنه كان صريحا في القول، لا يكاد يكتم شيئا. ولم يكتف السلطان باستصدار تلك الفتوى والحكم، بل أصدر فرمانا بتولية حسين باشا سر عسكر الدولة؛ أي القائد العام، حكم مصر وكريد وبلاد الحبشة. وإليك ما جاء في ذلك الفرمان:
من سلطان الدولة العلية العثمانية وولي نعمة المملكة العظمى الشاهانية إلى فخر الأمراء المعظمين وقدوة أعيان دولتنا المفخمين حسين باشا ... إلخ.
الموجه إليه من لدن مكارمنا المشهورة ولاية ديار مصر والحبشة وجزيرة كريد وما يتعلق بها.
لا يخفى على من تهمه أخبار دولتنا العلية وما هي عليه مملكتنا العثمانية الشاهانية، أن محمد علي باشا والي الديار المصرية سابقا، بعد أن كان فردا من أفراد الرعية، لا يعرف له حسب ولا نسب، قد تدرج إلى أوج المعالي، وما زال حتى تولى حكومة الديار المصرية من قبل بابنا العالي، فنظرنا إليه بما جبلنا عليه من كرم الطباع، وعاملناه بالرفق والتودد والإخضاع، وكنا نظن أنه يقف عند حد الشكران ولا يخالف لنا كلمة ولا يغلب على طبعه النكران، وأن يقابل نعمتنا بالصدق، ولكنه أطاع هواه وداخله الغرور والكبرياء ... وجاهر بمعاداة حكومتنا، ولم يقف عند حد من إثارة الفتن وتعميم القلاقل والإحن. وقد أقلق راحة أهالي ألبانيا والرومللي الشرقي بشن الغارة على بلادهم، وكثيرا ما ألح على مصطفى باشا بواسطة جلال بك وفاوللي مصطفى بالخروج عن طاعتنا سرا ، وطالما مناه بالمال والرجال، على أنه لم تخف عنا خافية، وكثيرا ما دس إلى عبد الله باشا والي عكا المخلص في طاعتنا فوقعت بينهما الحرب. وجاء إبراهيم بن محمد علي في عسكر جرار إلى يافا، ففتحها والي طرابلس ودمشق فاستولى عليهما والي عكا فحاصرها فلم نعجل بمؤاخذته. وقد حم القضاء فلم يبق من باعث على التهاون والإغفاء، ومع ذلك نعفو عمن يأتي إلى بابنا؛ سواء كان هو وولده أو أرباب المناصب والعساكر.
وقد أصدرنا فرماننا هذا بتوجيه ولاية مصر وكريد وبلاد الحبشة وما يتبعهما إليك، ورسمنا منا بنزعها من أيدي أولئك المارقين، فعليك أن تسير بالعسكر المنصور إلى حلب ثم تنحدر إلى ديار مصر، فتنزع تلك البلاد من أيديهم. واذكر شفقتي ولا تنس عفوي عمن يتوب ويرجع إلى طاعة الله ورسوله وطاعة خليفته.
ضابط وعساكر نظامية في جيش محمد علي.
وقد أذيع أن السلطان جند 60 ألفا، ولكن محمد علي كان يعرف أن الجيش الذي يستطيع السلطان الاعتماد عليه لا يتجاوز 25 ألفا، وأن الأسطول العثماني مزعزع الأركان لا يستطيع الانتقال من جزيرة إلى أخرى، ومع ذلك عزز قواته وأنشأ خمس سفن جديدة ضخمة سلاح كل واحدة منها مائة مدفع، وأنزل الأولى إلى البحر يوم فتح عكا، وكان الاحتفال بذلك كبيرا في ميناء الإسكندرية.
अज्ञात पृष्ठ