============================================================
تتعاقب فيه الجملتان فهي مكسورة قال : "وهذه الطريقة أخصر ما يوضع في ضبض (إن) و(أن)"(1).
اما المسالتان اللتان أشرت اليهما فأولهما: استعمال (آحد) فقد بسط القول في ذلك بما يعز وجود متله، واستمع إليه يقول: "اعلم أن أحدا اختلف النحويون فيه فمنهم من ذهب الى آن أحدا بمنزلة عالم، ومنهم من قال: هو بمنزلة انسان، وان العرب تستعملها بهذين الوضعين، فتقول: ما في الدار أحد، تريد بذلك: ما في الدار إنسان، وهذا بلا شك المراد، لا تريد أن الدار ليس فيها جن ولا انس، وأما قوله تعالى: { أيحسب أن لم يره أحد" (2) فالظاهر من أحد هنا آن معناه كل من يرى. وتكون (أحد) بمعنى واحدمع غيرها فتقول: أحد عشر، وأحدوعشرون، وتأتي وحدها كذلك، فإذا كانت بمعنى واحد استعملت في الواجب والنفي، وفي العام والخاص، وأما أحد اذا كانت بمعنى انسان. فلا تكون إلا في النفي العام نحو: ما في الدار أحد، وما عندك أحد، ولا يقال: عندك آحد، الا أن يراد معنى واحد، وعلى هذا جرى كلام سيبويه ولا أعلم له مخالقا الا المبرد فإنه قال : اجد اذا كان بمعنى انسان لا يستعمل إلا في العام ويستعمل في الواجب وفي النفي فتقول: ما جاءني احد، وتقول: كل احد يفعل هذا ولا يستعمل في النفي الخاص ولا في الواجب الخاص، وهذا الذي ذكره أبو العباس لا أعلم له نظيرا كل ما يستعمل في الواجب العام يستعمل في الواجب الخاص، وما ذهب اليه سيبويه له نظائر: قالوا: ما بها آرم، وما بها شفر، ولا يقولون : كل شفر يقول هذا، ولا يقال : كل آرم يقول هذا ، كما تقول : كل انسان يقول هذا ولما ذكرته نظائر كثيرة" (2). ثم أورد شاهدا للمبرد ووجه ما جاء في الشاهد ومال الى رأي سيبويه (1) البسيط ص 211.
(4) سورة البلد آية 7 (3) البيط ص 180
पृष्ठ 98