============================================================
العزفي الذي سيأتي ذكره في شيوخ ابن أبي الربيع. وكان أبو القاسم من العلماء المشهورين، والساسة المذكورين، ونعمت سبتة في عهده بأزهى آيامها رخاء واستقرارا، ومما زاد في مكانة سبتة آنها ورنت إشبيلية علمها وعلماءها الذين وجدوا في رعاية أبي القاسم ما شجعهم على معاودة نشاطهم فتوافد طلاب العلم على سبتة من أقطار المغرب (1) ت عاش ابن آبي الربيع في المدة ما بين 599 - 646 ه في إشبيلية وكانت إشبيلية منذ أن اتخذها بنو عباد قاعدة لملكهم محط أنظار العلماء والأدباء، ولما أصبحت الأندلس قطرا من أقطار الدولة الموحدية اعتنى بها الموحدون آيما عناية فجعلوها عاصمة القطر "منها ينفذ آمرهم وفيها يستقر لكهم وينوا بها قصورا عظيمة، وأجروا فيها المياه، وغرسوا البساتين" (2) وفي ظل هذه العناية زاد أمرها "على صفة كل واصف وأتى على نعت كل ناعت" (4). وكان بلاط واليها الموحدي ملتقى رجالات العلم والأدب، لما عرف عن الموحدين من تشجيع للعلماء والمفكرين. وحسبك أن تعلم آن من ولاة إشبيلية الموحدين أبا يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الذي وليها من قبل آبيه من عام 1هه الى 8هه وهو العام الذي مات فيه والده فبويع بالخلافة. وكان يعقوب مشهورا بحدبه على العلماء، وحبه للعلم ومشاركته فيه وحرصه على اقتناء الكتب بأي وسيلة (4) (1) انظر عن سبتة احتصار الاخبار عما كان بيتة من سني الأثار، ودراسة قيمة للأستاذ محمد ابن تاويت نشرت في مجلة البحث العلمي المغربية على ثلاث حلقات بعنوان "سبتة الأسيرة"- الأعداد 20 ص 107- 167، 26 ص 111- 147، 27 ص 114- 184 مقدمة "رسائل ديوانية من سبتة قي العهد العزفي وللدكتور محمد الحبيب الهيلة (1) الجب ص 543 (4) المصدر نفسه ض 522.
(4) المصدر نفه ص 347- 48.
पृष्ठ 24