الفصل السادس فى تعريف الذاتى
الذاتى هو الذي يفتقر إليه الشيء فى ذاته وماهيته مثل الحيوان للانسان، فان الانسان لا يتحقق فى ماهيته الا أن يكون حيوانا، وكذا البياض لا يتحقق فى نفسه الا أن يكون لونا.
وأما ما يفتقر إليه الشيء فى وجوده لا فى ماهيته ليس بذاتى، مثل كون الجسم متناهيا وكون الانسان مولودا فان الجسم لا يفتقر فى جسميته الى أن يكون متناهيا ولا الانسان فى انسانيته الى أن يكون مولودا ولذلك يمكن أن يسلب التناهى والولادة عن الجسم والانسان فى التصور، فيتصور جسم غير متناه وانسان غير مولود ولا يمكن أن يتصور انسان ليس بحيوان.
وهذا وان لم يكن فرقا عاما بين الذاتى وما ليس بذاتى فان مما ليس بذاتى ما يمتنع سلبه عن الشيء لكنه فرق بين هذه الأمثلة.
وقد قنع بعضهم بهذا القدر فى تعريف الذاتى فقال: الذاتى هو الذي لا يمكن رفعه عن الشيء وجودا وتوهما وهذا غير كاف فى تمييز الذاتى عن غيره فان من اللوازم ما لا واسطة بينه وبين الشيء بل يلزمه لذاته كما تعرفه ومثل هذا يمتنع رفعه عن ملزومه مع استثبات (1) الملزوم وجودا ووهما.
فاذن الذاتى مختص بزيادة على هذا القدر، وهى أنه مع كونه معقولا للشىء ممتنع الرفع عنه يسبق تصوره على تصور ما هو ذاتى (2) له.
غ
पृष्ठ 67