66

बसाइर धवी तमीज

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

अन्वेषक

محمد علي النجار

प्रकाशक

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

प्रकाशक स्थान

القاهرة

وكلُّ معجزة كانت لنبىٍّ من الأَنبياءِ فكان مثلها لرسول الله ﷺ، وكان إِظهارها له ميسَّرًا مسلمًا.
وأَفضل معجزاته وأَكملها وأَجلُّها وأَعظمها القرآن الذى نزل عليه بأَفصح اللُّغات، وأَصحِّها، وأَبلغها، وأَوضحها، وأَثبتها، وأَمتنها، بعد أَن لم يكن كاتبًا ولا شاعرًا ولا قارئًا، ولا عارفًا بطريق الكتابة، واستدعاءٍ من خطباءِ العرب العرباءِ وبلغائهم وفصحائهم أَن يأْتوا بسورة من مثله، فأَعرضوا عن معارضته، عجزًا عن الإِتيان بمثله، فتبيَّن بذلك أَن هذه المعجزة أعجزت العالَمِين عن آخرهم.
ثم اختلف الناس فى كيفيَّة الإِعجاز.
فقيل: لم يكونوا عاجزين عن ذلك طبعًا، إِلاَّ أَنَّ الله صَرَف همَّتهم، وحبس لسانهم، وسلبهم قدرتهم، لُطْفًا بنبيِّه ﷺ، وفضلًا منه عليه. وذلك قوله ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ . وهو قول مردود غير مرضىٍّ.

1 / 67