151

बसाइर धवी तमीज

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

संपादक

محمد علي النجار

प्रकाशक

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

प्रकाशक स्थान

القاهرة

قوله ﴿إِنَّ الذين يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ الله مِنَ الكتاب وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أولائك مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النار﴾ الآية هنا على هذا النسق، وفى آل عمران ﴿أولائك لاَ خَلاَقَ لَهُمْ﴾ لأَنَّ المنْكَر فى هذه السّورة أَكثر، فالتوعد فيها أَكثر: وإِن شئت قلت: زاد فى آل عمران ﴿وَلاَ يُنْظَرُ إِلَيْهِمْ﴾ فى مقابلة ﴿مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ﴾ .
قوله فى آية الوصيَّة ﴿إِنَّ اللهَ سَمِيْعٌ عَلِيْمٌ﴾ خُصَّ السَّمع بالذكر لما فى الآية من قوله ﴿بَعْدَ مَا سَمِعَهُ﴾؛ ليكون مطابقًا. وقال فى الآية الأُخرى بعدها ﴿إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ لقوله ﴿فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ فهو مطابق معنًى.
قوله ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ﴾ (قيد) بقوله (منكم) وكذلك ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ﴾ ولم يقيَّد فى قوله ﴿وَمَنْ كَانَ مَّرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ﴾ اكتفى بقوله ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ﴾؛ لاتَّصاله "به".
قوله ﴿تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَقْرَبُوهَا﴾؛ وقال بعدها: ﴿تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَعْتَدُوْهَا﴾ لأَن (حدود) الأَول نَهْى، وهو قوله: ﴿وَلاَ تُبَاشِرُوْهُنَّ﴾ وما كان من الحدود نهيًا أَمر بترك المقاربة، والحدّ الثَّانى أَمْر وهو بيان

1 / 152