فقالت «أليس»: جاء الرقاد المنتظر، فهذه النهاية ... أواه! لعنت أنت أيضا. وأغمضت بعد ذلك عينيها ولم تتحرك، فمسها «ڤكتور» فإذا هي كالجليد، فقال: قد ذهبت في سبيلها وانتهى الدور إلي، ثم أطلق عنان فكره في مجال الخيال، فتصور كل نفيس وكل عزيز مما سيتركه في هذه الدنيا، حتى كأنما هو حاضر لديه، وذكر أيامه السالفة في «بواتو» بين الوادي والغاب والروض والغدير، ومن العجب أنه لم يذكر الفتاة المنطرحة بين يديه بلا حراك، ولم يشعر فؤاده بشيء من الأسف عليها، بل لا عجب؛ فهكذا خلق القلب الإنساني.
كل داء له علاج يرجى
معه للسقيم نيل الشفاء
غير داء القلوب إن حل بغض
بعد حب فما له من دواء
ثم اشتد الألم على «ڤكتور» وأحس حرارة السم في بدنه، فصاح: وا ولداه! وا شوقي إليكما! ثم استولى عليه الخدر والدوار، وضعفت ركبتاه عن حمله، ولكنه لم يفقد رشده في الحال، بل بقي مبصرا مميزا ما حوله يستغفر الله ويسأله العفو والرحمة، حتى غلب الألم وحرارة السم عليه، فسقط على السجادة تحت قدمي عشيقته وهو فاقد الرشد.
قد سمعنا أخبار أهل الهوى مم
ن مضى عن مصارع العشاق
فرأينا من مات شوقا ووجدا
ورأينا من مات يوم الفراق
अज्ञात पृष्ठ