============================================================
الله ،ومن سعى على عياله فهو فى سبيل الله مومن سعى مكاثرا فهوفى سبيل الشيطان.
{فصل} فان قلت قد قيل : إن ابتذال النفس بنقل الماء والطعام ونحوه نقص مروءة، قلنا : ذاك إذا فعله عن شح ، فاما اذا فمله استكانة واقتداء بالسلف التاركين للتكلف فلا يقدح فى مروءته . كذا ذكره فى الوسيط وفى الروضة عن العزيز وذلك يختلف باختلاف الاشخاص والأحوال والأماكن. فان المروءة هى تخلق الانسان بخلق أمثاله فى زمانه ومكانه ، وقد كان الصحابة وأفاضل الأمة يمتهنون أنفسهم ويسعون على عيالهم تعففا وتواضعا . فيروى أن عمررضى الله تعالى عنه كان يحمل قربته على عنقه، وجعل يوما دقيقا وشحما وسمنا وتمرا وتيابا ودراهم فى غرارة ثم رفعها له غلامه فح لمها عمر على عنقه حتى آتى منزل امرأة لها صبيان يبكون فآخذ القدر وجعل فيها دقيقا وشيئا من شحم وتمرا وجعل يحرك وينفخ تحت القدر والدخان يخرج من خلال لحيته حتى طبخ لهم ، ثم جعل يغرف بيده ويطعمهم حى شبعوا وضحكوا فخرج.
ويروى أن عليا كرم الله وجهه كان يستقى الماء ليهودى كر دلو بتمرة. ويروى أنه آجر نفسه يسقى نخلا بشى ءمن شعير ليلة حتى أصبح . وقال : تزوجت فاطمة وما معنا إلا إهاب كبش ننام عليه بالليل ، ونعلف عليه الناضح بالنهار . وقال : لما أردت أن أبتنى بفاطمة واعدت رجلا صواغا على أن يرتحل معى فتأتى بأذخر فنبيعه من الصواغين فأستعين به على وليمة عرسى . وفي حديث ابن عر أن النبى رآه وهو يختلى لفرسه أى يحش لها وقال : بنيت بيتا بيدى يكتنى من المطر ويظلنى من الشمس ما أعاننى عليه آحد من خلق الله تعالى : وقال ابن عباس لما آراد النبى ال أن يبعث عليابالراية قال : " أين على 2" قالوا : هوفى الرحا يطحن، فقال "وما كان أحدكم يطحن عنه" وفى حديث كمب
पृष्ठ 30