البره -1 ( وبصا 4 9 (9 ى مرن ا9 لأبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمر الوصابى الحبيشى المتوفى سنة 782
पृष्ठ 1
============================================================
4211 90
84موت قال الشيخ الامام الصالح الورع الزاهد العلامة جمال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد الحبيشى الوصابى، تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوح جنته ، وأعاد علينا وعلى المسلمين من بركاته بجاه محمد وآله آمين الحمد لله الملك الجواد ، الهادى الى سبل الرشاد ، الذى خلق الخلق كما أراد، وجعل الأرض مهادا وأوتدها بالأطواد (1) وأنزل من بركات السماء ماء مباركا ليحيى به البلاد ، وأخرج من بركات الأرض زرعا ونباتا تعيش به العباد ، ولم تزل نعمه سبحانه وتعالى فى كثرة وازنياد مالها من نفاد .
أ حمده على النعم التى لاتحصيها الأعداد ، حمدا مباركايوافى نعمه ويكافىء ما زاد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له المنزه عن الصاحبة والأولاد ، شهادة أعدها ليوم المعاد ، وأستعين بها على الكرب الشداد . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذى أرشد وأفاد ، وأهان الله به الشرك وأباد ، وجعله بركة ورحمة على الحيوان والجماد ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه السادة الأجواد ، صلاة متوالية دائمة الى يوم المعاد(2) (1) المهاد : الفراش. والاطواد : جمع طود وهو الجبل العظيم (2) فى ن : التناد .
पृष्ठ 2
============================================================
أما بمد : فانى لما رأيت أهل بلدتنا هذه فى الكد بحتهدين، وعلى الاشتغال بالحرف معتمدين ، مواظبين على ذلك معتضدين (1) ، وصاروا إذا رأوا أهل الرفاهية(2) فى البلدان ، وراحة الرجال فيها والنسوان ، استنقصوا آحوالهم، وازدروا أفعالهم ، ظنا منهم بأن الدعة والسكون ، أمر فاضل مسنون ، كآنهم لم يلفهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول : "إن الله لايحب الفارغ الصحيح ، لافى عمل الدنيا ولا فى عمل الآخرة" وقوله صلى الله عليه وسلم : "أشد الناس حسابا يوم القيامة المكفى الفارغ" أحببث أن أشرح لهم فى هذا الكتاب ما يسلى قلوبهم : وينفس كروبهم ، من فضائل الصناعات ، وأنها للأ نبياء عادات ، وأبين فضل الكد فى الزراعات، وأن الزرع أفضل المكاسب الطيبات ، وهو من أهم فروض الكفايات ، إذ به تعيش الحيوانات وأذكر ما ورد فى ذلك من الأحاديث والروايات ، والآيات الكريمات البينات ، وأبين فضل الساعى على البنين والبنات ، وفضل محبهم ومتحفهم فى كل الاوقات، وفضل من أطعم ذوى الحاجلت ، وفضل خدمة المرآة لزوجها وعولها (1) وأن من أفضل فعلها اجتهادها فى غزلها وأذكر فيه الأشياء المتمية للمال ، التى من استعملها سلم فى دنياه من الأهوال ، وحشر فى أخراه مع الأبدال
وأورد فيه من الطب ماروى فى الحديث النبوى، بشرح قوى وأردف ذلك بأحاديث تعم فيها البركة ، وتنفى عن المرء الهلكا، وبأذكار (1) الاعتضاد : التعاون (2) الرفاهية : السعة فى المعاش والخصب . من غريب المصنف (3) عال شياله قاتهم وقام بحاجاتهم وأنفق عليهم.
पृष्ठ 3
============================================================
مأثورة، بركتها مشهورة . وأنظم يين ذلك آدابا حسنة ، وآثارا جيدة مستحسنة ، ومسائل جمة وافرة، وفضائل مهمة باهرة وأرتب فيه أورادا فاخرة ، تجمع لمستعملها خيرى الدنيا والآخرة . وأبالغ فى اختياره واختصاره ، وأوضح غرائب آثاره وأخباره . ليكون إن شاء الله كتابا نافعا لأهل بلدنا ، مسهلا عليهم ما يقاسون من العناء راجيأمن الله الغفران ، وملتمسا لدعاء الاخوان.
وقسمته سبعة أبواب الباب الأول} فى فضل الحرث (1) والزرع والثمار ،وغرس الشجر وحفر الانهار، وفى ضمنه فضل متحف العيال، ومطعم الحلال، وشروط لايستغى عنها فقير ولا ذو مال ، وفيه فصول ، وآخره فصل فى قدر الكفاية الباب الثانى} فى فضل المغزل، وخدمة المرأة لزوجها ، وفى ضمنه بيان حكم العورة، وفيه فصول ، وآخره فصل فى النية الصالحة {الباب الثالث} فيما تجتلب به البركة مما ينفى الفقر ، ويعظم الأجر ، وهو مقصود الكتاب ، وعمدة الأبواب ، لأنى ضمنته كثيرأ من الآداب الجيدات، وينت فيه فضل أكثر العبادات ، لتقوى عليها الرغبات . وأودعت (2) فيه نبذا جيدة مستحسنات ، من فضل العلم وآداب العالم والاعتقادات، وما فى اطلاق اللسان من الخطر والا فات، وآداب الصحبة والمجاورات، وغير ذلك من المهمات الحسنات ، كما ستراهافى مواضعها مرسومات . وجعلته أربعين قسماوفيه فصول، وآخره فصل فى التوبة { الباب الرابع} فيما ورد من الآثار فى الطب والمنافع ، وآخره فصل فى معرفة الطبائع (1) فى ن : الحرف ولعلها الصواب (2) فى ن : واوردت
पृष्ठ 4
============================================================
{الباب الخامس} فى أربعين حديثا كل حديث منها يتضمن لفظ البركة ، وفيه فصول ، وآخره فصل فى صفة المصطفى وشرف وكرم {الباب السادس} فى أذكار ودعوات ، وآداب وروايات، جيدة مباركات، مستحسنة مختصرات، فاضلة مشهورات ، لخيرى الدنيا والآخرة جاممات، ومن الاهوال نافعات ، وجملته أقساما آربعين وهى حسنة وصحيحات وآخره فصل فيما يدل على سعة رحمة الله تعالى الباب السابع} فى الأدعية والأذكار ، المتكررة فى الأحوال والاعصار، وفى ضمنه آداب تصلح للاخيار، وجعلته عشرين قسما، وفيه فصول، وآخره فصل فى آداب الدعاء .
وسميته "كتاب البرك" فاؤلا بحصوها ، ورجاء لشمولها . وأرجو أن من حصل ما فيه مع كتاب التنبيه (1)، يستحق أن يدعى باسم الفقيه (1) كتاب : التنبيه : هو أحد الكتب الخمسة من مؤلفات أبى إسحاق الشيرازى المتوفى نة 478ه
पृष्ठ 5
============================================================
الباب الاول {فى فضل الحرف والزرع وتوابعه} ن قال النبى لا : " إن الله يحب المؤمن المحترف" وقال : "علم الله تعالى آدم عليه السلام آلف حرفة من الحرف، وقال له اقل لولدك وذريتك إن لم يصبروا فليطلبوا الدنيا بهذه الحرف ولا يطلبوها بالدين ، فان الدين لى وحدى خالصا ، ويل لمن طلب الدنيا بالدين ويل له 1" وقال : " أصلحوا دنياكم ر بهرا واعملوا لآخرتكم" وقد كان لكل واحد من الأ نبياء عليهم الصلاة والسلام حرفة يعيش بها، فكان آدم حراثا وحائكا ، وكانت حواء غزالة ، وكان إدريس خياطا وخطاطا، وكان نوح وزكرياء نجارين ، وهود وصالح تاجرين ، وكان ابراهيم زراعا ونجارا ، وكان أيوب زراعا ، وكان داود زرادا (1) وكان سليان خواصا ، وكان موسى وشعيب ومحمد ل وسائر الآ نبياء عليهم السلام رعاة ، وكان نبينا محمد و أيضا فى بيته فى مهنة أهله ، يفلى ثوبه ، ويحلب شاته ، ويرقع الثوب، ويخصف النعل مويخدم نفسه ، ويقم بته، ويعقل بعيره، ويعلف ناضحه، ويأكل مع الخادم. ويقول: "أ كلك مع أهلك صدقة" ويطحن معها اذا آعيت، ويعجن معها ، وكان يقطع اللحم معهن ، ويحمل بضاعته من السوق، وكان يسم الفنم وإبل الصدقة، وكوى سعدا وأسعد وغيرهما، ونحر فى حجة الوداع نلاتأوستين بدنة بيده، ونحر عن نسائه بقرا ، وكان ينقل التراب يوم الخندق حتى اغبر بطته، (1) قال مصححه غغر الله له : أى حدادا يصنع الزرد وهو درع من الحديد يلبسه المحارب
पृष्ठ 6
============================================================
ويضرب الكدية بالمعول ، وكان ينقل معهم اللبن فى بنيان المسجد ، وضحى بكبشين ذبحهما بيده ، وعائشة تستحد له السكين ، ومر عليه الصلاة والسلام بغلام يسلخ شاة وما يحسن فقال له : " ننح حتى أريك" فأدخل يده بين الجلد واللحم فدحس بها حتى دخلت الى الابط، ثم مضى فصلى بالناس ولم يمس ماء، وكان يهنا بعيره وعليه شملة (1) وقال أبناء خالد أتينا إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يعمل عملا يبنى بناء فأعناه فدعا لنا . وقالت عائشة رضى الله عنها : مارؤى فارغافى أهله إما أن يخصف نعله أو نعلا لمسكين أو يخيط ثوبا لأ رملة فانظر إلى النبى صلى الله عليه وسلم كيف له يد وتواضع فى كل شىء ،ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وقال : "البطالة تقسى القلب" وهو الكسل إما بترك كسب الحلال أو ترك القيام بأمر الآخرة . وقال الحليمى فى تفسير قوله عليه الصلاة والسلام : رصوح "اختلاف أمتى رحمة" أراد اختلاف الناس فى الحرف . وعن ابن عباس رضى الله عنهما : جاء رجل الى النبى وروالل فقال يارسول الله ما تقول فى حرفتى 9 فقال له: "وما حرفتك{" فقال أنا حائك، فقال لي : "حرفتك حرفة أبيتا آدم ، وكان أول من نسج آدم ، وكان جبرائيل عليه السلام يعلمه ، وآدم تلميذه (1) قيت : والمهنة بنتح الميم وكنرها والعتح أفصح هى الخدمة. ويعلى ثربه
أى يخرج منه القمل. وخصف نعله أى طرقها . ويقم البيت أى يكنسه. والناضح الحير الذى يسنى عليه. وأعيت أى كلت وتعبت. وكوى أى وسم. وتستحد أى تحدد . والمعول فأس عظيمة ينقر بها الصخر. والكدية ها يعرض للحافن. من جر ونخوه . ودحس باحرف مهملات أى دس يده وأد خلها بين الجلد واللحم بهناه . أى يطليه بالهنأ وهو القطران .
पृष्ठ 7
============================================================
ثلاثة أيام ،وإن الله سبحانه وتعالى يحب حرفتك، وإن حرفتك يحتاج اليها الأحياء والاموات ، فمن قال فيكم قبيحا فادم خصمه، ومن أنف منكم فقد أنف من آدم ، ومن لعنكم فقدلعن آدم ، ومن أذا كم فقد أذى آدم ، وإن آدم خصمه يوم القيامة، ولا تخافوا وابشروا فان حرفتكم حرفة مباركة ويكون آدم قائدكم الى الجنة" وقال ل : "من رزق من شىء فليلزمه" يعنى من الحرف "ومن جعلت معيشته فى شيء فلا ينتقل عنه حى يتغير عليه" وروى " من حضر له فى شيء فليلزمه" قال الهروى أى من بورك له فيه ورزق منه ، وهذا عام فى كل شيء من الحرف والاموال وتحوها.
إذا ثبت هذا فاعلم نور الله قلبى وقلبك، وأعلا الى درج الجنة كعبى وكمبك.
أن أصول المكاسب ثلاثة : الزراعة ، والصناعة ، والتجارة ، وقد اختلف الناس فى أيها أطيب ، فقال بعضهم : الصناعة موقال كثيرون : بل التجارة موقال آخرون : بل الزراعة أفضل. وهذاهو الاعدل قال الماوردى من أصحاب الشافى رحمهم الله تعالى: والاشبه أن الزراعة أطيب قال لأ نها إلى التوكل أقرب ، والله تعالى يحب المتوكلين وقال ي: "يدخل الجنة من أمى سبعون ألفأ بغير حساب هم الذين لايسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" قال النووى فى صحيح البخارى عن المقداد رضى الله عنه إن النبى اه قال: "ما أكل عبد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبى الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده " قال فهذا صريح فى ترجيح الزراعة والصناعة لكونهما عمل يده ، لكن الزراعة أفضلهما لعموم النفع بها للادمى وغيره ، وعموم الحاجة اليها، هذا لفظه . وقال مالك بن دينار : قرأت فى التوراة ، طوبى لمن أكل من تمرة يده. وقال جبريل لداود عليه السلام : مافى العهاد أحب الى الله تعالى من عبد يأكل من كديده.
فاد داود الى محرابه با كا وقال يارب علمنى صنعة أعلها بيدى، ضله الله صنعة
पृष्ठ 8
============================================================
الدروع وألان له الحديد. فكان اذا فرغ من قضاء حوائج أهله عمل درعافباعها وعاش هو وعياله بثمنها . ويروى آنه كان يعمل القفة من الخوص وهو على المنبر ثم يرسل بها فيبيعها ويأ كل بثمها . ويروى عن ابته سليمان عليه السلام كذلك . وعن سعيد ابن عمير قال سئل البى لة أى المكاسب أفضل ؟ فقال: "عمل الرجل يده وكل يع مبرور" وقال أبو عبيدة المبرور الذى لا يخالطه كذب ولا شىء من المأثم ، أى لاشبهة ولاخيانة ولاخديعة . وقال " إن أطيبما أكل الرجل من كسبه ، وان ولله من كسبه" قلت : ففى هذين الحديثين ترجيح الثلاث لكن الزراعة أفضلها كما قال النووى رحمه اللهلأ ن نفعها يتعدى الى غير الزارع من الطيور والبهائم وكثير من الحيوانات وما كان متعديا فهو أفضل من اللازم فى غالب الأوقات. ولهذا كانت الصلاة أفضل البادات لتعديها لأن فيها وفى تشهدها مايعم نفعه جميع المسلمين كقوله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فيصيب كل عبد صالح فى السماء والارض والسلام على الرسول والدعاء بالهداية للصراط المستقيم بلفظ الجمع ونحو ذلك . فيهذا ونحوه صارت أفضل عبادات البدن فرف بهذا ونخوه أن الحاجة الى الزراعة داعية ، وأن درجتها رتبة عالية لا ينكر ذلك إلامن أنكر الوجود ولولا الطعام ما عاشت الاجسام .
وقدعد العلماء الزراعة من فروض الكفايات، فى كثير من المصنفات ، لأ نه لا يقوم أمر الدين والدنيا والمعايش كلها إلا بها ، وما سبيله سبيلها كالتخل والعنب وغيرهمافان تركها كل الناس أثمو اكلهم ، وإن فعلها من تحصل الكفاية بفعله سقط الحرج أى الاثم عن الباقين .وقدقال من قال من العلماء منهم إمام الحرمين والنودى وغيرهما : إن القيام بفرض الكفاية أفضل من القيام بفرض الين لأن فرض العين كالصلاة والصيام اذا تركه أثم وحده ، واذا فله أسقط
पृष्ठ 9
============================================================
الاثم عن نفسه لاغير، وفرض الكفاية اذا ترك أثم كل المكافين من المسلمين، فأذا فعله أحد سقط الاثم عن نفسه وعن جميع المسلمين ، وقام مقام المسلمين أجمع ، فلا شك فى رجحانه وحسن إيمانه لكن قد جبل الله تعالى الطباع على الاشتغال بها فلا سبيل الى تركها ، والآن اسعى الى بيان فضلها {فصل} اعلم ان دلائل فضائل الزراعة أكثر من أن تحصر، وأشهر من تذكر، وارتفاعها على سائر الحرف لاينكر ، لكفى أشيرالى نبذ مما ورد فى فضلها مختصرا ان شاء الله وبه الثقة . وأنا معترف بقصورى عن درجة المرتفعين، وبكونى فى النازلين المتضعين، وبالله أعتعم من عيب الباغضين المدعين، وأطلب مسامحة الناظرين فيه والمستمعين ، وعلى الله أتوكل وبه أستعين ، وأسأل الله الرضى عنى وعن والدى وعن جميع المسلمين أجمعين . وليجتهد المبتدؤن فى تحصيل هذه البضاعة {فصل} نمن فضائل الزرع أن الله سبحانه وله الحمد عدد نعمه على العباد مما أنعم به عليهم من الايمان وغيره ، فعدد وكرر فى كثير من الآيات، ما أنعم به من اخراج الزرع والنبات ، ووصف به نفسه بأنه هو الذى أخرجه للحاجات فقال الله تعالى (وهو الذى أنزل من السماء ماء فاخر جنا به أى بالماء -نبات كل شىء فأخر جنا مته - يعنى من الماء - خضرا نخرج منه حبا مترا كبا) يعنى سنابل البر والشعير والارز والنرة وسائر الحبوب ، يركب بعضه بعضا كدا قاله أهل التفسير . وقال الله تعالى (وهو الذى أنشأ جنات معروشات) وهو ما انبسط على الأرض وانتشر كالعنب والقرع وهو شجر الدباء والبطيخ وغيرها (وغير معروشات) ماقام على ساق وبسق كالتخل والزرع وسائر الاشجار كذا قاله ابن عباس رضى الله عنهما ثم قال ( والتخل والزرع مختلفا أكله) أى ثمره وطعمه الحامض والمر والحلو والردىء . وقال الله تعالى (وفى الأرض قطع متجاورات) أى متقاربات متدانيات يقرب بعضها من بعض فى الجوار ويختلف
पृष्ठ 10
============================================================
بالتفاضل (وجنات) أى بساتين (من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان) الآية . والصنوان التخلات يجمعهن أصل واحد ويتشعب منه الرؤس فتكون نخلا . وقال سبحانه (ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والآعناب ومن كل الثرات إن فى ذلك لآ يات لقوم يتفكرون) وقال عز وجل (أو لم يروا أنا نسوق الماء الى الارض الجرز فنخرج به زرعا) الآية، والجرز هى الارض التى لانبات فيها . وقال عز وجل (وآية لهم الأرض الميتة أحيناها وأخرجنا منها حبا) الآيات . وقال تعالى (وأنزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتتا به جنات وحب الحصيد) الآيات وقال تعالى (والارض وضعهاللانام فيها فاكهة) الى قوله (والحب) يعنى جميع الحبوب مما يحرث فى الارض من الحنطة والشعير وغيرهما (ذوالعصف) يعنى الورق أول ما يبدو وقال الله تعالى (لتخرج به حبا ونبا تأوجنات ألفافا) يعنى بساتين ملتفة . وقال الله تعالى (فلينظر الانسان الى طعامه أنا صببنا الماء صبا) الآية . وقال الله تعالى (جنتين من أعناب وحففتاهما بنخل وجعلنا ينهما زرعا) يعنى جعلنا حول الاعناب النخل، ووسط الاعناب الزرع. كذاذ كره الثعالبى وغيره ، فذكر أن الزرع محفوف بالتخل والعنب . وقال سبحانه (ومثلهم) يعنى محدا عليه السلام وأصابه رضى الله عنهم (فى الانجيل كزرع أخرج شطأه فازره) شطأه يعنى فراخه (فآزره) أى قواه (فاستغلظ) غلظ (قاستوى) أى قام على سوقهجمع ساق (يمجب الزراع) الآية فشبه محمدا بالزرع ، وأصحابه بالشطء ولا يشبه الفاضل بناقص وقال الله تعالى (أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون) ونحو ذلك فى القرآن كثير فصل} وأما الآثار النبوية فكثيرة جدا وها أنا أشير إلى بعضها .
روى الثعالبى والواحدى فى تفسير هما باستادهما عن ابن عمررضى الله عنه أن التبى قال : "مامن زرع على الارض ولا ثمار على الاشجار إلا عليها مكتوب
पृष्ठ 11
============================================================
1 بسم الله الرحمن الرحيم زرق فلان بن فلان" فكفى بهذه فضلية كون الانسان فى مشيه بين زرعه واشتغاله به محفوفايسم الله الرحمن الرحيم ، إذ هو مكتوب على الزرع والتمار واسمه تعالى آمان من النار فسبحان الملك الغفار وفى الصحيح عن أنس رضى الله عنه ان التبى *يلالةو قال "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة الا كان له صدقة وكان ما أكل منه له صدقة ، وما يسرق وما أ كل السبع وما آكلت الطيور فهو له صدقة ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة" (11 قال فى كتاب شمس العلوم : والزرع نبات البر والشعير والذرة وسائر الحبوب ، وعدفى كتاب البيان من الزرع البر ، والشعير ، والنرة، والدخن ، والجاورس، والارز، والقطنية وهى اللوبياء وتسمى الدجر، والهرطمان وهو الكشد ، والبلسن وهو حب كالعدس وقيل هوهو والعتر، والباقلاء ذكره فى كتاب زكاة الزرع وروى مسلم فى صحيحه أن النبى ل وخل على أم بشر الانصارية فى نخل لهاقال : " من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر9" قالت بل مسلم يارسول الله ، قال له "لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأ كل منه انسان ولا دابة ولا شىء الا كانت له صدقة إلى يوم القيامة" وفى غريب أبى عبيد "فيأكل مته انسان أو دابة أو طائر أو سبع إلا كانت له صدقة" قال الزجاج : وجميع ماخلق الله تعالى فى الارض من حيوان لا يخلو إما أن يدب وإما أن يطير، وحين قال له خفر لمومسة أى زانية سقت كلبا" قيل له إن لنا فى البهاثم أجرا 9 قال * فى كل ذى كبدحرا (2) أجر" . وفى الصحاح أيضا قال النبى (1) قلت: يرزؤه أى يتقصه ويقال رزأته ماله أى أخذته منه (2) بهامش ن : حرا أى رطبة
पृष्ठ 12
============================================================
1 "يقول رجل فى الجنة أحب ان أزرع ، فيقول الله له ألست فيما شئت ، فيقول بلى !ولكن أحب ذلك فيؤذن له فيزرع فيكون أمثال الجبال : فقال اعرابى كان فى المسجد انك لن تجده الا انصاريا أو مهاجريا فانا لسنا بأصحاب زرع قلت ففى هذا فوائد كثيرة ، منها دلالة على فضل الزرع لأ ن هذا الرجل المعطى أمنيته فى الجنة هو من أصحاب الزرع وفيه بشارة ورجوى إذ قال يقول رجل والرجل بالتنكير غير معين ، فيرجو كل أحدمن الزراع أن يكون هو ذلك الرجل، وفيه دليل أيضا على ان المهاجرين والانصار كانوا زراعا لقول الآعرابى انك لن تجده إلا انصاريا أو مهاجريا وهذا هو أكبر حجة ودلالة، إذ المهاجرون والأنصار وهم أفضل الامة كانوا اهل زرع وقد روى ان سعد بن ابى وقاص كان يدمل ارضه بالعرة قال ابن باباه كان سعد يحمل مكتل عرة الى ارض له هكذا قال وقال مكتل عرة بمكتل بر قمال قال الاصمعى : العرة عذرة الناس حكاه عنه ابو عبيدوقال غيره العرة البعر والسرجين (1) ويروى أن أبا هريرة رضى الله عنه وهو أحد زهاد الامة كان ذا زرع ، وكان يطرح زرعه بكرة إذا طلع السماك . ففى هذا دليل على اعتنائهم بالزرع وهم هم رضى الله تعالى عنهم
(1) قلت : وهذا أليق، ومعنى يدملها أى يصلحها ويحسن ممالجتها. يقال دمل أرضه يدملها ودبلها يدبلها أيضا اذااصلحها بالسر جين ونحوه. فهى هدمولة ومدبولة كلاه بالدال المهملة . وذكرفى صحاح الجوهرى وشمس العلوم وغيرهما، ويقال للسرجين الدمال لان الارض تصلح به ذكره أبو عبيد ويقال له أيضا الزبل . والمكتل الزنبيل ، وسعد هذا هو أحد العشرة البررة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أهل الشورى من المهاجرين الأولين ، جمع له النبى أبويه يوم أحد فقال : "أرم فداك أبى وأمى * وقال "اللهم سدد رميته وأجب دعوته" ثم قال "هذا خالى فليكر من أمرؤ خاله فما دعا سعد فى شىء إلا استجيب له
पृष्ठ 13
============================================================
وفى الصحيح عن نافع ان ابن عمر اخبره أن النبى عامل أهل خيبر بشطر مايخرج منها من زرع أو عر ، وكان يعطى آزواجه مائة وسق ثمانون تمرا، وعشرون شعيرا، وقسم عمر رضى الله عنه خيبر فخير أزواج النبى يلللة أن يقطع لهن من الماء والارض ، أو يمضى لهن ، فمنهن من اختار الارض ، ومنهن من اختار الوسق، وكانت عائشة وحفصة ممن اختار الارض قلت : وفى هذا الحديث أيضا فوائد، منها اختيار عائشة وحفصة أفضل أزواج النبى لاية ورضى الله عنهن الارض ليزرعنها ، ومنها أنه يجوز للرجل أن يحبس قوت سنة لأ هله لانه كان يمضى لهن نفقة سنة . قال الغزالى رحمه الله : ومتى جاوز ذلك خرج عن أبواب الزهد كلها ، إلا أن لا يكون له كسبولا يأخذ من الايدى، كداود الطاتى ملك عشرين دينارا فأمسكها وقنع بها عشرين سنة ، فذلك لايبطل مقام الزهدمومنها آن النبى عيلة زارع وساقى. وعند إما منا الشافعى رحمه الله أن المزارعةوهى المعاملة على الارض ببعض مايخرج منها لاتجوز إلا على بياض يتخلل النخل والعنب تبعالهما ولا تجوز على ارض لانخيل فيها ولا عنب، سواء كان البذر من المالك أومن العامل لقوله " اذا كانت لأ حدكم أرض فلاي رعها أو ليمتحما أخاه ، ولا يكرها بثلث ولا ربع ولا بطعام مسمى" يعنى مما يخرج منها . ولما روى ثابت بن الضحاك انه نهى عن المزارعة وقال أحمد : إن كان البذر من رب الارض جاز وتلك المزارعة ، وان كان من العامل لم يجز وهى المخحابرة وذهب كثير من العلماء الى جوازها مطلقا سواء كان البذر من المالك أو من العامل ، وصورته أن يقول زارعتك على هذه الارض على آن لك نصف زرعها أو ثلثه. روى ذلك عن على وابن مسعودوعمار بن ياسر وسعد بن أبى وقاص ومعاذ بن جبل ، وهو مذهب ابن أبى ليلى وأبى يوسف ومحمد. والدليل على ذلك
पृष्ठ 14
============================================================
ماروى عن نافع أن ابن عمر كان يكرى مزارعه على عهد رسول الله وأبى بكر وعمروعمان وصدرا من امارة معاوية ، ثم حدث عن رافع أن النبى نهى عن كراء المزارع . فقال : قد علمت أنتا كنا نكرى على عهد رسول الله بالربع والثلث : وروى قيس بن مسلم عن آبى جمفر: ما بالمدينة أهل بيت هجرة الا يزارعون على الثلث والربع . قال البخارى : وزارع على وسعد وابن مسعود وعمر بن عبد العزيز والقاسم وعروة وآل أبى بكر وآل عمر وآل على وابن سيرين وعامل عمر على أنه ان جاء بالبنر من عنده فله الشطر، وان جاؤا بالبذر فلهم كذا . قال عمرو : قلت لطاووس لو تركت المخابرة فانهم يزعمون أن النبى ة نهى عنها قال: - أى عمرو - أعطيهم وأعينهم فان أعلمهميعنى ابن عباس أخبرنى ان النبى ة لم ينه عنبا ولكن قال " إن يمنح احدكم اخاه خير له " قال الرافعى وقد قال ابن سريج : بجواز المزارعة أيضا . قال النواوى وقال بجواز المزارعة والمحابرة من كبازر اصحابنا ابن خزيمةوابن المنذر والخطابى، وصنف ابن خزية فيها جزءا وبين فيه علل الاحاديث الواردة بالنهى عنها وجمع بين أحاديث الباب ، ثم تابعه الخطابى وقال ضعف الامام أحمد حديث النهى وقال هو مضطرب كثير الألوان . قال الخطابى: وأبطلها مالك وابو حنيفة والشافى لأ نهم لم يقفوا على علته ، قال فالمزارعة جانزةوهى عمل المسلمين فى جميع الامصار لا يبطل العمل فيها احد هذا آخر كلام الخطابى ، قال النواوى والمختار جواز المزارعة والمحابرة وتأويل الاحاديث على انه اذا شرط لواحد منهما زرع قطعة معينة ولآخر الأخرى قلت : وبصحها قال ابو عبيد القاسم بن سلام الجمحى، والقول بجوازها حسن ينبغى المصيراليه لصحة الاحاديث الواردة فى ذلك ، ولأ ن اختلاف العلماء
पृष्ठ 15
============================================================
رحمة، ولجواز الاجتهاد فى وقتنا هذا فى بعض المسائل، وللضرورة الداعية الى ذلك : وقد جوزها ايضا شيخ شيخنا الفقيه عبد الحميد اللورستانى الشيرازى فى كتابه البحر ونصره فى كتاب الذنابة والله تعالى اعلم .
وروى ابن عبد العزيز البغوى فى منتخبه ان النبى بلال قال : " من غرس غرسا كتب الله له من الأجر بقدر ما يخرج من ثمار ذلك الغرس" وفى سنن النسائى وغيره وكتاب المهذب ان النبى قال "من أحيا ارضا ميتة فله فيها اجر، وما اكله العوافى منها فهى له صدقة" قاله فى المستعذب وغيره (1) وفى كتاب الترغيب والترهيب للحافظ اسماعيل بن محمد الاصفهانى باسناده أن رسول الله قال : "من أحيا أرضا ميتة ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله تعالى أن يعينه وأن يبارك له" وهذا ندب عام الى الاحياء، وهو عمارة الارض لما يريده من زراعة أو غرس أو غيرهما وفى مسند البزار أن النبى للل قال : "سبع يجرى للعبد أجرهن من بعد موته وهو فى قبره ، من علم علما، آو آجرى نهرا ، آو حفر بثرآ، آو غرس
غرسا ، أو بنى مسجدا ، أو ورث مصحفا ، آو ترك ولدا يستغفر له بعد موته" وعن أنس سبع يؤجر فيهن الرجل ماعمل بهن من بعده ، من بنى مسجدا فله أجره مادام أحد يصلى فيه ، ومن آجرى نهرا فما دام يجرى فيه ماء يشرب منه الناس كان له أجره ، ومن كتب مصحفا كان له أجره مادام يقرأ فيه أحد، ومن استخرج عينا ينتفع بمائها كان له أجرها ما بقيت ، ومن غرس غرسا كان (1) قال قلات : والعوافى جمع عافية وهى الوحوش والسباع والطير والناس مأخوذ من قولهم : عفوت فلانا اعفوه اذا أتيته تطلب معروفه وقال أبو عبيد : وواحد العافية عاف
पृष्ठ 16
============================================================
له أجره فيما أكل الناس منه والطير ، ومن علم علما كذلك ، ومن ترك ولدا يستغفر له ويدعو له . قال النواوى : إذا مات الغارس فله ثواب مستمر من حين غرس إلى فتاء المغروس . وللوارث آيضا ثواب ما آكل من ثمره من غير معاوضة مدة استحقاته وعن عايشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله "التمسوا الرزق فى خبايا الأرض" قال أهل اللغة : الخبا ياجمع خبيئة . وأراد الحرث وإثارة الارض للزراعة . وقال الزهرى قال لى عروة بن الزبير : ازرع فان العرب كانت تتمثل بهذا البيت وهو: تبع خبايا الارض وادع مليكها لعلك يوما أن تجاب فترزقا وقال : "إذا أخذ الزارع البذرفى يده وكان من حله نادى ملك ثلث للزارع ، وثلث للطير ، وثاث للبهائم . فاذا طرحه فى الأرض كتب له بكل حبة عشر حسنات، فاذا سقى ونبت فكانما أحيا بكل حبة نفسا مؤمنة، فهو يسبح الله الله تعالى الى آن يحصده ، ذذا حصده وداسه فكانما داس ذنوبه، فاذا ذراه بالريح ذهبت ذنوبه مع ذريه، فاذا كاله خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ذذا راح به إلى البيت وفرح به العيال كتب له عبادة اربعين سنة ، فاذا واسى منسه الجائع س و الجار والمسكين امنه الله من عذابه" موفى حديث آخر : " من غرس غرسأ يوم الا ربساء وقال عند مايضع أول شىء منه سبحان الباعث الوارث ، سبحان الوارث الباعث . فله اجر عظيم ولمرمت حتر يأ كل من ثمره ولو كان قددنى اجله" .
قلت : وهذان الحديثان وان كانا غريبين فقد عضدها غيرهما مما سبق وصح واشتهر: قال ابن هبة الله الشافى : والاحاديث الضعيفة يقوى بعضها ببعض . قال وقدتسامح الا لمةفي روايات احاديث الترغيب . وتساهلو ابالاسانيدبذ كر التخريف -
पृष्ठ 17
============================================================
والترهيب ، والله الموفق . ويكفيك من هذا أنها مكسبة نبى الله آبينا آدم عليه السلام التى الهمه الله إياها ، وعلمه جبريل عليه السلام كيفيتها ومقتضاها، واخرج له من الجنة بذرها وخلاها، وذلك ظاهر امن عرف السير ورواها، وكان ثوره الذى يحرث عليه أحمر وروى ان الله تعالى قال لموسى : ياموسى خلقت الجتة للمطيعين، والنار للعاصين، والقمح والشعيرقوة للدين، فمن اعزهما فقد اعزديى، ومن اذلهما فقد اذل دينى. ياموسى : لما حرث ونبت كتبت على اصولهما ذنبا غير مغفورلمن افسدهما أو احرقهما متعمدا، وكتبت على قصبهما إنى أنا الله رب العالمين ، وكتبت على سنبلهما (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) فلما حصد وديس اضفت الأ سماء كلها الى الحبوب، فلما طحن وعجن قسمت الأسماء كلها على ثلاثة احرف وهى : خاء وباء وزاى . فالخاء خاب من أنفقهما فى غير طاعة الله تعالى ، والباء بلى الانسان فى طلبه ، والزاى زال عقل المرءمن فقده.
ويروى أن موسى قال : يارب خلقت خلقا وجطتهم فى النار، فأوحى الله تعالى إليه : ياموسى ازرع زرعا ، فزرعه وسقاهوقام به حتى حصده وداسه ، فقال الله له : مافعل زرعك ياموسى 9 قال يارب قد رفعته، قال فما تركت منه * قال مالا خير فيه ، قال فإنى أدخل النار من لاخير فيه . ففى هذا دليل على أن موسى عليه السلام زرع وعن ابن عباس وأبى هريرة قالا قال رسول الله ه "خلق الله تعالي القمح من ضيائه ، والشعير من بهائه ، فاذا استخف بهما وأذلا عجا الى الله تعالى بالعاء وقالا إلهنا وسيدنا قد استخف بنا واستذاللنا فيعزهما الله تعالى . فاذا كان كذلك لايخرج الرجل من يته إلا فى طلب الخبز عجا الى الله تعالى وقالا إلهتا
पृष्ठ 18
============================================================
قد اشتغل بنا عن ذكرك فردنا الى ما كنا عليه فيردهما الله تعالى الى الرخص) وروى التعالبى باسناده عن وهب بن منبه قال آخبرنى آبى آن سليمان بن داود عليه السلام ركب الريح يوما فمربحراث فنظر الحراث فقال له : لقد أوتى آل داود ملكا عظما فحملت الريح كلمته وآلقتهافى اذن سليمان عليه السلام فيزل حتى آتى الحراث فقال له : انى سمعت قولك، وما مشيت اليك لثلا تتمنى مالا تقدر عليه ، لتسبيحة واحدة يقبلها الله تعالى خير مما أوتى آل داود ، فقال الحراث : أذهب الله همك كما أذهبت همى . فأخبر لاةه أن تسبيحة من الحراث مقبولة خير مما آعطاه الله من الملك وتسخير الجبال والوحوش والطير والجن الانس والشياطين والريمح وغير ذلك وقد كان رسول الله { يعجبه الزرع قال رافع بن خديج أتى النبى ن بى حارثة فرآى زرعا فى ارض ظهير بن رافع فقال "ما احسن زرع ظهير19) قلت : وظهير هذا هو من البدريين وكان أكثر اهل المدينة زرعا وقال ة (1) "خير المال سكة مأبورة وفرس مأمورة وبروى ومهرة مأمورة"(1 وقال كعب الاحبار أنزل الله تسما وتسعين بركة، فجمل فى الحرث ثمانية وتسعين بركة وجعل فى التجارة بركة واحدة . وقال ة : " من غرس ثلاث نخلات حتى يثمرن وجبت له املجنة" وقال آيضا دمن غرس شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر فكلشىء يصاب من تمرها فهو صدقة" وقال يل "لو (1) قال فى صحاح الجوهرى وشمس العلوم . السكة بالكسر الحديدة التى يحرث بهاوهى أيضا الطريق المصطفة من النيخل مأبورة أى ملقحة وكان الاصمعى يقول السكة هنا هى الحديدة التى يحرث بها فقط ومأ يررة أى مصاحة قال: معنى ذلك خير المال نتاج أو زرع. قال الهروى وتسمى السكة التى يحرث بها أيضا السن واللؤمة وقوله. مأمورة أى كثيرة الولد
पृष्ठ 19
============================================================
قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فان استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل" (1) ويروى أن بعض الصحابة مر باعرابى يغرس غرسا ققال له : يأخى إن بلغك ان الدجال خرج فلا يمنعك من آن تلباها - اى تغرسها وتسقيها أول سقيها مأخوذ من اللبأ وهو اللبن عقب النتاج يجمد بنار لينة . فكفى. هذا تحريضا على الاشتغال بالغرس ونحوه وكاتب سلمان الفارسى مواليه على مائة ودية يغرسها وشىء من ذهب، ففرسها له النبى يدفما عتم منها ودية - أى ما أبطأت - حتى علقت وقال عمان رضى الله عنه لرجل اتبيعنى نخلتك بمائة نخلة غرسها رسول الله ل بيده بالعقيق وهو فى حديث طويل وروى ابن السنى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رأيت النبى اذا اتى يباكورة (2) وضعها على عينيه تم على شفتيه وقال " اللهم كما آريتنا آوله فأرنا آخره" ، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان ، فانظر يا أخى كيف لاس به فيه كأنه لمه ماذاك الا لفضل علمه فصل} وقد ذكر العلماء أن ترك سقى الزرع والشجرمع الامكان مكروه، لا نه تضييع للمال وقد نهى عن الاهمال ففى الصحيحين عن جابر ان النبى لر قال "من كانت له أرض فليزرعها أولينحها أخاه" أى يعره إياها وقال يله إن الله تعالى ينها كم عن قيل وقال، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال " فلهذه المعانى التى ذكرتها نهى النبى{ عن بيع الأ راضى لغيرحاجة ، لقوله : "من باع منكم دارا (4) أو عقارا قمن آن لا يبارك له فيه الا ان يجعله فى مثله ، وهو حديث حسن (1) قال الجوهرى: الفسيلة الودية وهى صغار النخل.
(2) الباكورة: أول التمر (3) وقوله: تمن بفتح الميم وكسرها أى حقيق وجدير
पृष्ठ 20