تساءل بذهول: حقا؟! - لا تغضب، فكر قليلا وستقتنع بأنك غير أهل للزواج!
فتساءل بإنكار: أنا؟!
فقالت باسمة: وأنا أيضا!
واختفت من حياته كوهم؛ وكاد يجن. وبالتحري المحموم عرف أنها اهتدت أخيرا إلى الطريق العربي، وأنها وثبت وثبة موفقة إلى شقة مفروشة آخذة معها أمها الكادحة. طارت من قفص الحياة اليومية كما طارت أختها من قبل، وارتفعت فوق تطلعات طبقته. وكان محمد يلاحظه بقلق، ويعجب لصمته. وذات يوم سأله: ماذا فعلت يا بني؟
فأجابه بإيجاز: اقتنعت برأيك!
لم يصدقه الرجل الخبير ولكنه تنهد بارتياح قائلا: فليحفظنا الله بعنايته. - ولكن الزواج ضرورة لأمثالي فما العمل؟
ارتبك محمد وشعر بالقهر، ثم قال محتدا: ما أجدر أن نوجه هذا السؤال إلى وزير التخطيط أو إلى المجموعة الاقتصادية!
وبعد فترة صمت تمتم: لنضع ثقتنا في الله سبحانه!
وتخرج شفيق وابن عمته أمين، على حين انتقل علي وسهام وهند رضوان إلى السنة النهائية. وجند شفيق وأمين. ووجد علي فرصة للسفر إلى الخارج ضمن رحلات الطلبة الموسمية. سافر ولكن أحدا لم يره بعد ذلك. وأرسل - من ألمانيا - خطابا إلى أمه يخبرها فيه بأنه وجد عملا - كعامل - في مصنع، وأنه لدراسته العلمية اعتبر عاملا فنيا، وأنه ينوي إتمام دراسته عندما يتقن اللغة الألمانية، وعلى أي حال فلن يرجع إلى مصر أبدا. أعادت منيرة قراءة الخطاب بعينين دامعتين وقالت لنفسها: عثرة جديدة تضاف إلى سوء حظي!
وبتكليف منها أبلغ محمد الخبر إلى سليمان بهجت. وسر الرجل به قائلا: أحسن صنعا!
अज्ञात पृष्ठ