बलाघत घर्ब
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
शैलियों
ترى ما استوى من أعالي الجبال وهي في لونها الأزرق ومسالكها البيضاء، وعلى كثب منها حقول البر على وشك الحصيد، وقد أزرت صفرته بالعسجد، والغابة الحالكة وهي وسطه كنقطة من العنبر في صحيفة من الذهب، وانعكست ألوان السماء على صفحات ماء البحيرات، وهو في سكونه كماوية
9
الحسناء، وقد نبت تحت ظلال القسطل
10
الوارفة الكلأ
11
الأخضر الغض، فترى سوقه التي قرضتها ثنايا الغزلان والأروى؛ فغلظت واخشوشن زغبها، وتخلله قطر الندى كمنثور الدرر أو دمع العاشق.
وفي فصل الربيع - وهو أقصر من ابتسام البرق - يثمل نسيمه من أريج وروده وأزهاره، وقد أحاطت بالأفق جبال من الثلج بيضاء ناصعة، تأخذ بالأبصار كقوارير البلور، وحينما تهدأ العواصف وتظهر قمم الشواهق ترى السماء صافية لابسة ثوبها اللازوردي.
وفي هذه العزلة لا تسمع إلا أصوات الصبيان وخوار العجول وصوت الجلاجل المعلقة برقابها، فترن من قفزاتها وطفراتها، وخرير السيول المتحدرة من أعالي الأطواد مما ينساه السمع لكونه اعتاده وألفه. وهذه الأصوات بمجموعها أشبه بصوت صادح لا ينقطع غناؤه الجهوري الرنان.
وانتثرت الأكواخ تحت الأشجار في ظلها الظليل من غير نظام ولا ترتيب، وكأنها نبتت كما تهوى مع هذه الغرائس، وترى أهلها المساكين يتقاسمون بينهم الدعة والسكون، راضين بعيشهم الهنيء، وكل يمرح تحت ظل شجرته وأمامه حقله، فتراه في الصباح على باب داره، وفي المساء داخلها وقد اكتنفهم الصفاء وخيم عليهم الهناء.
अज्ञात पृष्ठ