आधुनिक वाक्पटुता और अरबी भाषा
البلاغة العصرية واللغة العربية
शैलियों
ثم هناك حب الأم لأطفالها، ثم حب الأطفال للأم، وكلاهما أيضا مختلف، ثم حب الإنسان لله، ثم وصية الدين بأنه يجب لنا أن نحب بعضنا بعضا، ثم حبنا للمال، ثم هناك الحب بين الحيوان، بل أن السمكة نفسها لتحب أطفالها وتذود عنها.
فهل يصح أن تؤدي كلمة الحب كل هذه المعاني المختلفة؟ ألا يدل قصور هذه الكلمة على قصور اللغات العصرية - أرقاها وأدناها - وأننا ما زلنا في المرحلة الأولى من التعبير؟
أجل إن اللغات جميعها لا تزال في طور التجربة؛ وستبقى كذلك ما دام عقل الإنسان يرتقي ويطلب الوضوح مكان الغموض والمعنى الموضوعي مكان المعنى الذاتي، ويكاد ارتقاء السيكولوجية يتوقف على هذا وحده؛ أي على تفسير الإحساس الذاتي تفسيرا موضوعيا، ومن هنا الصعوبة الكبرى في ترجمة الشعر، والدين، والأدب؛ لأن هذه الثلاثة تتصل بالمعاني الذاتية التي يشق على أبناء أمة أجنبية أن يفهموها؛ لأن البيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها قد اختلفت وأحدثت عواطف مغايرة لما كان في البيئة الأصلية التي وضع فيها الشعر والدين والأدب.
وكلمة «الحب» واحدة، من مئات الكلمات الذاتية التي تتسع كل منها لجملة صور مثل: كلمات الفهم، والجمال، والألم، والسرور، والحزن، والنشاط، والكراهة، والحنان، والمجد، والسعادة، والإيمان، والتعقل، والوهم، والغيرة.
وهناك كلمات أخر نتوهم منها أنها موضوعية، ولكنها تحدث لنا إحساسات وانفعالات ذاتية؛ فتلتبس معانيها وتختلف في دلالتها مثل: الديمقراطية، والحرية، والأوتوقراطية، والتعصب؛ فإنها جميعها تدل على حالات نراها في شعب أو جماعة، وكان يجب أن تكون موضوعية ولكنا نقحم إحساساتنا الشخصية فيها، فتعود وكأنها ذاتية.
فلو قيل لنا: إن الهندوكيين يكرهون البوذيين في الهند ويؤذونهم؛ استطعنا أن نفهم معنى التعصب هنا ، ونحكم حكما موضوعيا نزيها؛ وذلك لأننا لسنا هندوكيين أو بوذيين، ولكن عندما يقرأ المسلم تاريخ الحروب الصليبية؛ يجد نفسه مختلفا كل الاختلاف مع القارئ المسيحي؛ لأن كلا منهما ينظر نظرا ذاتيا لمعنى التعصب.
الفصل الثالث عشر
اللغة القديمة واللغة العصرية
كل من يعرف اللغة الإنجليزية؛ يدرك الفرق العظيم بين اللغة التي كان يستعملها «شكسبير» حوالي سنة 1600، وبين اللغة الإنجليزية الآن، وهذا الفرق هو فرق النمو والتطور، فإن اللغة الإنجليزية لم تجمد وتتحجر، ولم يلتمس الكتاب «جملا مختارة» من «شكسبير» كي يزخرفوا بها إنشاءهم بل أخذت اللغة تتميز بالتنفية والتنقية حتى اختلفت اختلافا كبيرا عن لغة شكسبير، مع أن المدة بينهما لا تزيد على 340 سنة.
ومما يذكر في تطور اللغة الإنجليزية أن الملك «جيمس» حين زار كنيسة «سان» بول الكاتدرائية عقب انتهاء المهندس من بنائها؛ عبر عن إعجابه بهذه الكلمات
अज्ञात पृष्ठ