बकैय्यात
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
शैलियों
1
قصر مهجور، يبدو كالنسر الهرم الجاثم فوق السفح، يحتضر وحيدا من ألم الجرح. تحملني قدماي إليه عبر صحار جرداء، تحت سماء دهمتها السحب السوداء. جحافل قطعان وجيوش ذئاب، سفن غرقى يهرب منها البحارة والفئران، ويبكي الربان، خيل جامحة تسقط في الميدان، أقنعة الأبطال المهزومين، دروع تسقط في الطين، وملائكة تنفخ في الأبواق، كلاب تنبح في الآفاق، ومواكب إنس وشياطين، ترقص تركع تسجد للتنين. أدخل من باب القصر كأني أدخل في قبر، يهتف صوت يأتي من فوقي، من تحتي أو ينبعث من المصدر: هذا قصر العقل المطلق. حدق في عين الموت وحدق؛ فحياتك أن تلقى الخطر المحدق، تتحداه فتنجو من قبضته أو تغرق. أدلف من البوابة الحديدية الصدئة، يختلط وقع قدمي الثقيل بأنات العظام التي أدوس عليها، بالرطوبة وطعم الملح ورائحة العفن، وسواد الظلال المعلقة كالمعاطف السوداء في الأركان. لا أكاد أدنو من العتبة، حتى تنفتح أمامي القاعة الرهيبة في آخرها، فوق الدرجات الخشبية الداكنة، تتحجر عيناي على المشهد: عرش ضخم، يجلس عليه شيخ عجوز، يخطف بصري بريق يسطع في العينين، ويخترق السواد والظلال والأطياف المتراصة على جانبي القاعة كشواظ الجمر المتأجج وسط دخان وتراب. تشدني القوة المجهولة للاقتراب منه، يجذبني توقد العينين وبياض الوجه الذي يلمع كالعاج الناصع كلما اقتربت منه، تصرفني العينان ويشغلني الوجه عن الالتفات ورائي أو حولي، ويفاجئني الصوت الخارج من قلب العرش، صوت في لمعان العينين الواسعتين الباردتين: صل وصب اللعنة! قدم كشف حسابك!
ربي! أعرف هذا الوجه. لم أره رأي العين، لكن أذكر أني شاهدته، أغرقت عيوني في عينيه، خفت بريقهما وبرودهما الثلجي، وذهلت من الوجه الواثق من نفسه، الرائع مثل وجوه الأرباب على قمم الأوليمب. رن الصوت الخارج منه كالقدر الساحق، يهبط من برج شاهق، من أدخلني هذا القصر؟ من كان رفيقي ودليلي؟ من هذا الملاك الجالس فوق العرش؟ هو شيطان أم القيصر؟ والأشباح الواقفة على الصفين. كالحة عابسة الأوجه، تهمس، تطرق بالرأس، تكاد تشير إلي، أتمعن فيها عن قرب: حراس أم زوار؟ أصحاب مظالم أم حجاب؟ والشجرة، هذا الجذع الراسخ والأغصان الخضراء. أتظلل هذا العرش؟ من أين تجيء الخضرة في هذا القفر؟ ومشاعل في كل مكان. توشك أن تطفئها أنفاس الليل الجاثم مثل جبال الأحزان. هل أصرخ؟ أسقط فوق الأرض، أنادي الملك الجالس فوق العرش، وأسأل: ما هو دوري في هذا الحفل أو القداس الملعون؟ أجري وأثور وأضرب رأسي في الجدران، وأبكي كالمجنون. يأتي الصوت المخنوق الشامخ كنفير القدر الصارخ، يجرف روحي كالقشة في التيار الجارف: فتش عن جمجمتك بين الأشلاء! فهناك مكانك بين الموتى الأحياء!
جماجم وأشلاء، حقا، حقا، أفتح عيني، أنظر كالممسوس، كومة أشلاء تحت العرش، وجماجم ثقبت أعينها تتأملني بعيون الصمت. تدعوني وتعاتبني بلسان الموت، أصرخ في غضب يشعله المقت: ما هذا؟ عرش فوق الأشلاء؟ مأدبة وحوش وبرابرة تلتهم لحوم الغرباء؟ - بل رب إغريقي بلع الأبناء، غضب الرب الحي الفرد على نفسه، فالتهم الفرد ليصبح ذاته، وتجلى في ثوب الروح المطلق. - صور سوداء مخيفة لإله يأكل نفسه، كالميت نفض الأكفان، وغادر رمسه. - كي يخرج في ثوب أنقى، يتألق بالنور الأعلى. - لا أفهم، يا مولاي. - عجبا! مع أنك عشت طويلا مع أفكاري، وسهرت ليالي تبحث عن أسراري. أسريعا ينسى الزائر داري؟ خذ يا ولدي مفتاح السر. حتم وقضاء أن تكتمل الدورة؛ كي تسمو فوق الأطلال الخربة، مملكة الله الحرة، يا ولد تلك هي الرؤيا، رحت أسجلها في نوبة غضب أسطوري، ليلة كنت وحيدا في «يينا». ثم عكفت عليها وصببت رؤاها المرة في أطر التجربة.
أطرقت حزينا، كشفت عن حيرة نفسي، حيرة وجهي ويدي الساهمتين كعصفورين وحيدين أضاعا العش. قال الملك الجالس فوق العرش: هل تذكر يا ولدي العملاق «خرونوس»؟ لما ابتلع بنيه، فلم يفلت منه غير «زيوس»؟ - ويعود زيوس فيثأر منه، ويجبره أن يتقيأ أولاده؟ - لكن الرب الذي أعنيه لا يثور على أولاده، مثلما يثور على نفسه ، على خروجه الشقي عن ذاته، على الطبيعة التي خلقها، فازدهرت بألوانها وأشكالها. لقد انتشر وتبدد في هذا «الآخر»، ابتعد عن نقطة المركز، أحس أنه أراق جوهره الخالص في اللانهائية التي لا تعرف راحة ولا استقرارا. عندئذ يتولاه الغضب الجبار، ويملكه السخط، فيدمر ما شادته يداه، يبتلع الصور والألوان والأشكال، ويمزق أعضاءه بيديه، ويسحق العظم ويهرس اللحم حتى يسيل، وفي السعير الذي يغلي ويفور تتطهر نفسه، تترك وراءها كل الشوائب، ترتفع نقية متلألئة في النور الباهر، فلقد عاد الرب لذاته. عاد الرب لذاته. - صورة رب جبار مظلم. العدم يمزق نفسه، أيكون الهدم بناء، ويصير الموت هو البعث؟ أشار بيده أن اسكت. كف بيضاء كقطعة ثلج، تلقي طيفا أسود، أشبه بالمروحة السوداء: هذا شيء لا مندوحة عنه، نهر الجدل الجبار، صراع الذات مع الآخر. اغتر الشيطان الساقط بجماله، فتحدى الله، فثارت ثورته وابتلعه! لكن الطبيعة المبتلعة ترتفع في ثوب مثالي، فقد ماتت حياتها لتبعث روحها، وهي في ثوبها النقي الجديد قد انتصرت على الشر، وصمدت لوهج الألم وحريقه المشتعل في أعماقها. أهمس في خوف، كلماتي تسقط فوق الأرض وترجف، قطرات دماء تجري من جرح ينزف. وتشير الكف البيضاء الخافقة كمروحة سوداء: أحسبك تقول كما قال الناس: الجورب حين يرقع خير منه حين يمزق! أما الوعي فليس كذلك، ما من وعي حق إلا وهو ممزق، بين الأضداد يعيش ويحترق ويومض كوميض البرق. تلك حياة المطلق، نهر صراع أبدي، جدل التاريخ المثقل بالمأساة، معركة الظلمة والنور، الموت مع الميلاد، حياة وموت، فعل ورد فعل، جذب ودفع، تحليل وتأليف، ملاك وفلاحون، مستعمرون ومستعمرون، نواة موجبة وكهارب سالبة، ركود «الين» ودفع «اليانج»، تطور الروح التي تبعث الحياة في الطبيعة والإنسان. تلك هي التجربة الأولى، نبعث من نهر الجدل الجارف كالجيش الزاحف. على ضفافه نبتت كل التصورات والمفاهيم، اتسعت صورها، وامتدت غصونها في الظاهريات والتاريخ والدولة والدين والفن. - في المنطق أيضا. كم عذبني المنطق! - ألم أقل في مقدمته: يمكن القول بأن مضمون الكتاب تصوير لله في جوهره الأبدي، قبل خلق الطبيعة أو أي روح متناه؟ - هذا هو ما قلت: في البدء كان الرب المطلق المباشر، ثم غضب على ذاته التي ضاعت في الآخر، فسحقت قوة السلب الرهيبة وجوده المباشر أو عدمه الخالص، فعاد إلى ذاته في وحدة أرقى وأغنى. وحدة تتمزق فوحدة جديدة! - الآن فهمت. البذرة تتبعها النبتة فالثمرة. الطفل بريء وسعيد، والشاب يتابع خطواته، وأخيرا يأتي الشيخ على عكاز يتأوه. طاحونة هذا العالم لا تتوقف أو تنكص، والخطوات ثلاث لا تختل ولا تنقص، أنصت يا ولدي لرنين الخطورة فوق السطح، وفي عمق القاع، غابات العالم ترقص، أو تحتضر على الإيقاع، تضربه كف الجدل فينفذ في الأسماع، هذا يا ولدي هو سر العالم، سر حياتك، موتك، كل الأوجاع!
يسكت صوت العرش، يدير صاحبه رأسه الضخم، ويريحه على يده، تتوه العينان الزرقاوان في الفراغ، القوة والجبروت تشع عليه وريح اليأس البارد تعصف منه. تنفذ في ثقوب الجماجم فتئن وتشكو كأنين الناي، أتلفت حولي، ترتعش الشجرة، توشك أن تدنو مني، ترتعش النار من المشاعل وتتساقط ومضاتها كحبات الندى الملتهبة فوق الوجوه على الصفين، هذي أقنعة أم أوجه أبطال منسيين؟ أتقدم منهم، تتأمل عيني قسمات الوجه وتجعيدات الجبهة وأخاديد الزمن ونقش القدر المسطور، أعرف بعض ملامحها، أتذكر أني عشت ليالي أتأملها، ألعنها، أستوحيها، أندب حظي معها، أسترحمها أن تغفر عجزي وقصوري، أعرف وجه أرسطو، أفلاطون وهيراقليط، وجه الكندي والفارابي والحلاج، وتفاجئني عينا ديكارت الواسعتان السوداوان، والوجه الضامر، وجه الفأر المذعور، تلمع فيه العينان الزرقاوان، عينا كانط الطيبتان الثاقبتان. أذكر زينون وأسأله أين سلحفاتك والسهم، أين أخيل ليشهد بعد زوال الحلم، إن المجد خداع والشهرة وهم. هل يبقى غير الصمت الخالد يا أرباب الحكمة والفهم؟ ها أنا أتأملكم، أمثل بين يديكم مدحورا أبكم وأصم، هل أذنبتم أنتم أم أذنبت وضيعني الوهم، ولمن ندع الحكم؟ ترتعش الشجرة، توشك أن تمسح رأسي بأناملها الخضراء، أتأملها، تنحسر الخضرة، تتدلى منها الأغصان الصفراء، أبدأ في عد الأوراق، فألمح وجها وضاء، تتألق فيه الطيبة أنجذب إليه ، تنفرج الشفتان وينسكب الصوت شعاع ضياء: دع يا ولدي الأوراق، بعد قليل تنظر فيها وتقلبها بالكفين وبالأحداق، كم أشفقت عليك وأنت صغير عاق، والآن تحركني نفس اللهفة والإشفاق، تمتد يداي إليها، أدنو منها، ينتفض بقفص الصدر ذبيح وجل خفاق، أهتف: أنت؟ أية ريح طيبة جاءت بك؟ من أرشدك لهذا القصر المهجور؟! ينسكب الصوت بسمعي: من أرشدني؟ من يجعل طيف الأم يزور، طفلا شابت منه الرأس وما زال يدور، في بحر الكون الواسع بشراع الحلم المكسور، يتصارع مع موج البحر فيزيد ويغور، ثم يثوب لحضن الشط الدافئ كالعصفور المقرور. من أرشدني للقصر المهجور؟ من يجعل طيف الأم يزورك كالمصباح المسحور؟ يتبع خطوك في جوف المد المسحور، جوف التنور، يرعى سهرك بين الكتب الموحشة كأفواه قبور، سر يا ولدي واترك هذي الأوراق الآن، يحزنني أن تغلبك الأحزان، بعد قليل سأراك فسر بأمان، وستأخذ زادك مني، وهو كما عودت كثير، نور من عيني ومن حبة قلبي نور.
توارى الوجه كما تتوارى الموجة. لمست كتفي يد رعناء، التفت لأرى رجلا يقف بجانبي، إلى الوراء قليلا، يجذبني من ذراعي ويشير بعينيه ويديه إلى باب في وسط القاعة في الناحية اليسرى، لم يجذبني الأيسر صينية فضية موشاة بالذهب والفضة والطيور وأوراق النبات. هبت منها الرائحة العطرة فأفاقت كل خلاياي، انفتحت كالأفواه الجائعة بلا استئذان. صحت بأعلى صوتي: ما أطيبك وما أذكاك! كيف عرفت بأني جائع؟ وضع السبابة فوق الشفتين، وقال: حذار! صاحب هذا العرش وسدنته غرقى في الأفكار، فاطرد هذا الخاطر كي لا تنزعج الروح وهيا اتبعني للدار، فالخطر قريب منك. صحت بغضب: ماذا تعني؟ أي خطر أو أخطار؟ جذب ذراعي، همس بأذني: انظر! قلت: لا شيء هنالك، أنت تخرف. عاد إلى الهمس: هناك! انظر عينيه الحارقتين كجمر النار، يزحف نحوك أنت، حذار! صحت به: من هذا؟ لا، لا شيء. لست ألاحظ غير ظلال أو أرواح، نسمات تعبث بالأوراق ولا ترتاح، ومشاعل ساكنة الضوء كأعماق جراح. ماذا تقصد؟ ألجمه الصمت أو الذعر. تراجع خطوتين للوراء، بعد قليل رأيته يزحف نحوي في بطء، تسبقه جمرتان محمرتان. أمسكت بسترة النادل السوداء، لا بد أنني أفسدت أناقته التي لا تناسب رهبة المكان، تشبثت بطرفها وصحت: عقرب! عقرب يتقدم نحوي. وعلي يسلط عينيه، ويشرع طرف السن المسموم. هيا نمضي! فالروح المطلق لن ينقذك، ولم ينقذني منه. لن يحميني من لدغته كل الحكماء.
قال النادل، وهو يصحبني إلى الباب: لكنك ستعود إليه، بعد تمام الدورة ستعود إليه. سألت: أعود إليه؟ من أين؟ أين أنا الآن؟ قال في غموض: حتم أن تكتمل الدورة. أولم تسمع كلمات الجالس فوق العرش؟ قلت وأنا أحث خطواتي، وأتلفت مذعورا نحو العقرب الذي تسلل شبحه الأجرد بين الجماجم وغاب بينها: حقا هذا هو ما قال. حتم أن تكتمل الدورة، لكن بعد الشبع من المأدبة الكبرى. وأشرت إلى الحمامة أو اليمامة المحمرة التي يلمع عليها الدهن، ابتسم النادل في لطف، لم يخرج من شفتيه حرف.
صبي في يده ناي
وجدت نفسي في ردهة كبيرة غارقة في ضوء النجف البللوري، مثل الردهات الناصعة في فنادق المدن الكبرى. على اليسار صندوق خشبي عال، ومن وراء الزجاج يقف في الاستقبال عاملات جميلات وموظفون في حلل سوداء، ينحنون لا أدري إن كانوا يرحبون بي أم يرثون لي. فالبسمات أحاجي لن تفهم أبدا، وذئاب الغابة فيما يروى تبتسم قليلا لضحاياها. أبتسم للنادل، وأسأل عن دورة المياه. يرد هو أيضا بالابتسام، فأعتذر بابتسامة أكبر. أقول لنفسي: لعن الله الرعب! تتسع البسمة في شفتيه عن المألوف: أما أنا فستجدني عندما تحتاج إلي، ستجدني دون انتظام. أشم الرائحة بعمق، تصبح بسمته ضحكة، يجري كالطائر تترنح فوق يديه حمامة جوعى. يختفي عن عيني اختفاء السراب عن عين الظمآن، تخترق السكين مثانتي، فأزم شفتي. يشير عامل مهذب بابتسامته أكثر من يده إلى مكان الحمام. أهبط درجات، أصعد درجات أخرى، تخطف بصري الجدران الناعمة بلون الفيروز. تستقبلني حسناء بيضاء سمينة، في خديها غمازة. هي أيضا تبتسم وتضحك، تعطيني الفوطة والمنديل وتلمس يدها، خطأ، موضع عضو حساس. ترمقني لحظات تزفر في وجهي عطر النار من الأنفاس. أبتسم بدوري وأقول بحب: هذا من فضل العقرب ! تضحك، تخبطني أسفل ظهري وتموء: ما خابت نظراتي أبدا، والعقرب في داخله عقرب! ألمس يدها البضة: معذرة يا حسناء. أتمنى أن أشبعك وأروي ظمأك، لكن أخشى يفلت مني النادل، ويطير حمامي الزاجل. قد أبقى في فندقكم أياما أخرى. فانتظري يوم لقاء عاجل. تتأوه، تنظر في مرآة: فندقنا؟ يوم لقاء؟ ليتك تعرف نفسك، تعرف من نحن، وماذا نقصد. لكنك تجهل كل الأشياء، تجهل من أيامك أو أعمالك، حتى الأسماء، قحة وغرور من شفتين وأسنان كالبللور. أغلق خلفي الباب. أفتحه بعد قليل. ما زال الصوت يرن بأذني والأصداء: ليتك تعرف نفسك، تعرف من نحن. أين الحسناء؟ حتى أنت تمصين دمائي؟ أصعد الدرجات منتعشا، ما أجمل صنع الماء! يلقاني رجل فخم ضخم كالكابوس يغلق عينيه وسترته، ويقول بأدب جم: يا سيد، أين بطاقتك الصفراء؟ أتحسس جيبي، أعجب لعبوس الوجه، أحاول أن أبتسم قليلا، ألمح عينا ترمقني، عينا أخرى، كل الأعين سوداء وكل الأوجه غبراء. أصرخ كالمجنون: ضاعت مني حافظة نقودي، سرقت، نشلتها الحسناء! - حسناء! أية حسناء؟ - أغرتني، سخرت مني حين رفضت الإغراء. - أية حسناء؟ نحن نراجع كل الأسماء. أين هويتك؟ تكلم. لم أتكلم. رشقتني الأعين كأفواه البنادق. التصقت بصدري كذباب الموت الأسود. تحسست جيبي، ثم هتفت: من فضلك لا ضوضاء. فندقنا لا يدخله إلا السادة والأمراء. أين هويتك؟
अज्ञात पृष्ठ