बकैय्यात
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
शैलियों
يذرع أرض الغرفة محتقن الوجه سريع الخطو غضوبا كالأسد الثائر في الأقفاص. يتقدم منك كبطل مهزوم يسقط في الفخ، وينهض يضرب جدران السجن، العالم يصرخ يحلم بالنصر المحتوم. يتدلى الحزن القاتم من وجه فرعوني صارم. يرفع يده ويشير يحركها الغضب الأزلي المحبوس. يدمدم ويثور:
في وجهك الملح فجر اليوم المنتظر،
وأبارك وجه السيد يأتي كالقدر.
النجم يشير إليك: تعال، سأكشف سري.
والأمل يطل من الظلمة كالطفل الضاحك كالقمر.
من مثلك يفنى ويخلد في نفس الوقت،
قد ذهب الضيف وزال الخوف الآن عرفت:
ما بقي الشعر، ومن يشعر فستبقى أبدا من أنت.
وسيحيا سر الكلمات وتحيا أسرار الصمت.
يخفق جناحا الفراشة، وتهيم هنا وهناك باحثة عن منفذ. بدأ شعاع الفجر يطل، يفتح عينا والعين الأخرى مغمضة في حضن الليل. يصطدم جناحا الفراشة ورأسها الدقيق بالجدران والستائر ومقابض النافذة. تسقط، تتعثر، يجذبها النور المصنوع تحوم بعيدا عنه، تسقط في مستنقع أحزان العالم، من يشعر بعذاب فراشة؟ يشير الطبيب ذو الوجه الأبيض إلى الممرضة، فتجفف عينيها المحمرتين بمنديلها الوردي، وتسحب الملاءة البيضاء من تحت قدميك وتغطيك. يتجه الطبيبان إلى الباب، تتوقف الممرضة أمامك، وتمسح بيديها دمعة بللت طرف الملاءة. يخرجون ويغلقون الباب. تبقى في الصمت وحيدا، تبقى وحدك. يتقدم منك الشيخ صغيرا كخيال الظل البائس هرب من الجمهور الأرضي إليك. يتعثر في أغلال القدمين، وفي قيد الكفين. ما زالت بقع الدم على ذقنه، ما زالت تلمع كعيون الرعب المحمرة فوق الثوب، ما زالت كزهور الجرح النازف في شجرته الدموية. يخطو نحوك، يكشف بأنامله المرتعشة وجهك، ينظر في المرآة يسبح يدعو ويتمتم:
अज्ञात पृष्ठ