هذا سوق الحطابين بمدينة صنعاء اليمن، دخل فيه مزايد في المجبا في كل شهر، فلعب بالسوق، وجمع من الحطب كثيرا مع الدراهم، حصل بعضه لمطابخ القصر، وبعضه له في القطعة فزاد بسببه ثمن الحطب؛ لأن الحطابين زادوا ثمن ما أخذه عليهم على المشترين، بحيث حسب في هذه الأيام عند رخص الطعام، فجاء حمل الحطب بحمل من الحب؛ لأن الحمل بستة أحرف وخمسة وأربعة، وأضعف حمل بمائة بقشة وثلاثة؛ لأن السعر بلغ هذه المدة إلى عشرة كبار والحمل قدر ستة عشر قدحا، لكبر القدح، وكان الزمن الأول الحمل من الحطب بحرف وخمسين بقشة إلى ستين، وما كذب من قال: صنعاء أم اليمن، فإن غلاء أثمان الحطب ارتفع في كثير من البلاد، بلاد كوكبان وثلاء ومسور وشهارة وعفار، وحوزة الحطب فيها أرفع من صنعاء.
وفي هذه الأيام[77/ب] أمر الإمام ولده بالعود إلى بلد ولايته بصنعاء والمبادرة إليها؛ لأجل توهمات حصلت عنده، وهو أنه أخبره المخبرون أن أحمد بن الحسن حال دخوله صنعاء هو ومحمد بن أحمد بن القاسم طافوا الأسواق، ودخلوا إلى القصر يوم الجمعة بالأجناد، فحصل مع الإمام توهمات، وأظهر التجلد عن ألمه، وركب الحصان يوم الجمعة، وانكشف أن ألمه من قبيل الباسور.
وفي شعبان قتل رجل بمدينة شبام كوكبان، وهرب القاتل، وبعده في أوائل شهر رمضان قتل ثلاثة بشمات قتلهم أهل بلدهم لعدوى بينهم، فأدب الجميع الدولة فيما جرى بينهم.
وفي هذه الأيام تناهى ثمن الثياب البيض المتينة لعدمها بسبب منع العماني لها.
وفي رمضانها وصلت المراكب الهندية التواهية إلى حدود بندر المخا وساحله، ووصل[78/أ] معها من الحسا بضاعة من الأعبى ونحوها، فأما الذي من الحسا فدخل المخا وأما المراكب التواهية فرست في البحر، وشرطوا تخفيف المأخوذ عليهم، والحط مما كان زاده السيد زيد والسيد حسن ، وإلا عرجوا عنه إلى جدة، فقيل: إن السيد حسن استأذن الإمام، وأنه حط عنهم بعض شيء.
पृष्ठ 396