ووصل كتاب محمد شاوش يذكر فيه للمتوكل أنه بلغه رجوع بعض الحاج اليماني، وأنه ليس برضاء منه، ولكنه ربما الخوف من الباشا حسين، وأن سعد بن زيد إذا أراد الوصول إليكم فلا تساعدونه إلى ذلك.
وفي شهر جمادى الأولى مات السيد إبراهيم بن محمد المؤيدي ببلدة العشة، خارج صعدة، وهو الذي كان ادعى الإمامة، وعارض المتوكل كما سبق ذكره، وإنما ترك ذلك للقهر له والغلبة[29/أ]. والدنيا أحوالها غرور، وأفعالها زور. وللمذكور (شرح لهداية ابن الوزير )، جمع فيه حواشي المصنف وألحق من (شرح الأزهار) ما هو من تحصيل الحاصل والنقل للحاضر. وله رسائل كثيرة في الطعن على الإمام في السيرة، والاعتراض عليه كما هو عادة أهل الزمان، وأهل اليمن في جميع الأحيان، فأجاب أكثرها الإمام، وغيره من العلماء تلك الأيام. وله في الأنساب كتاب (الروض الباسم في نسب آل القاسم)، كما روى أبي القاسم الراسي ممن ينسب إليه من أولاده.
وفي هذا العام تخمر البز على أهل الهند بالمخا وعدن، فنفق بعضه وبقي بعضه، فوكل أهل الهند لبيعه وساروا، وبعضهم بقي عنده إلى الموسم الآتي ليبيعه.
وفي هذه الأيام وصل محمد عامر من الحبشة إلى ساحل المخا مطرودا، لما وصل عمر باشا إلى سواكن. وكان جرى من محمد عامر هذي المخالفة وهزم عساكر السلطان، وأخرج الباشا مصطفى الأول من سواكن، وأراد التغلب وبقي محمد عامر مترددا في ساحل المخا، لم يدخله، بل عرج عنه في البحر لا يدري أين استقر.
पृष्ठ 334