182

ولا عز إلا حيث يبدو خضوعها فجردوا الهمة على كشف القناع، والتهيؤ للحرب والوقاع، ذاك من تلك الجهة، وهذا من هذه الجهة، وكان أول باديهم أن أرسلوا الحسين بن محمد بن أحمد إلى خمر، كما سبق ذكره، يوم الخميس نصف شعبان.

[147/أ] وفي يوم السبت سابع عشر شهر شعبان وصل مشائخ الحيمة إلى حضرة محمد بن الإمام، فاستلقاهم بالتجليل والإعظام، ومن أفرادهم من سار إلى شهارة عند قاسم بن الإمام.

وفي هذه الأيام ظهر في البحر المقابل للمخاء جلاب انكشفت فيها طعام وصل من سواحل الحبشة، لما بلغهم الجراد باليمن وارتفاع السعر.

وفي عشرين شهر شعبان غزا السيد محمد بن علي الغرباني الساكن ببرط بجماعة معه من أهل برط إلى حصن الزاهر بالجوف، فدخل جانبا منه، ووقع بينهم القتال فقتل من برط من كبارهم إثنان، وصوايب كثيرة من الجانبين، وانهزموا وأخرجوهم من الحصن بعد أن كان دخلوا.

ولما بلغ أحمد بن الحسن ذلك الحادث بعث[147/ب] إليه غارة بجماعة من العسكر، فساروا وقد عاد أولئك النفر.

وأرسل قاسم بن المؤيد إلى مبين بحجة جماعة عسكر، ومعهم فقيه من بني الغفاري ولد أحمد هادي، وأمرهم بسياق الطعام من مدافن مبين إلى شهارة للحاجة إلى الطعام ومن معه في هذه الأيام، لعدم الثمرة بسبب الجراد وغلاء الأسعار، فشرع المذكور في السياق، وتضرر السيد علي بن حسين جحاف متولي حجة، وحصل معه بسبب ذلك المشقة.

وفي هذه الأيام بهذا التاريخ في يوم الإثنين عشرين شهرشعبان خرج إبراهيم بن حسين من شهارة بأمر قاسم له إلى جهات ذيبين، ومعه من العسكر عينة.

وأحمد بن حسن لما كان قد أمر ابن خليل باللحوق إلى خمر بلغه عند ذلك هذا الأمر، فاسترجعهم[148/أ] وبنى على التجهيز والتأكد، وتحركت عليه الأمور الساكنة والتأكيد، واختل عليه الأمر الذي كان يظنه، فإنه كان قال: ما يظن أن أحدا يخالفه أو يخرج عن أمره.

पृष्ठ 483