177

ولقد انكشف لمحمد بن الإمام لما وصل ضوران من الخزائن التي لا تنحصر بعدد، ولا يوقف فيه على حد من الذهب الأحمر والقروش والنقد، فعجب يحيى جباري قاضي الإمام من ذلك وقال: ما كنت أظن أن في خزائن الإمام هذه الممالك. يريد فما الوجه للمطالب والجور في اليمن الأسفل؟ ولا حاجة هنالك على من يقول بجواز المعونات في الهدن فكيف لمن منعها؟ إلا عند الحاجات وعدم المكن، وهو يقال للقاضي ففي شهارة والسودة وصنعاء غير ذلك من النقديات، والله أعلم لمن تصير تلك المجموعات.

وما دار على أكثرها ثلاث سنين إلا قد راح منها الجزيل في فتنة شهارة، ثم في الجوع الحاصل بعدها والغلاء في الأسعار بسبب الجراد، فإنه احتاج محمد بن الإمام إلى كثير منها، وتمزق بعضها مع حسين بن المتوكل وبعضها مع غيره من المتصرفين، حتى أن منها ما سرقها بعض الخدم[143/ب].

وكانت الخطب في شهارة متضمنة للحث للجهاد للبغاة الخارجين عليهم مع زيادة في الاستحداد، ويذكرون الآيات النازلة في قتال المشركين، وفي وقت الأنبياء عليهم السلام الماضين، وما عرفوا فيمن نزلت الآيات، ولا من تضمنه تلك الصفات المتلوات، كأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، وأن هذا من الغلو في الدين الذي نهى الله عنه، واقطع من عنده من الرؤساء ولا يأت وعدهم بها، وجعل بأيديهم الخطوط فيها من أرض اليمن وهو لا يمر خطه فيها، لكن أراد الترغيب لهم يعدهم ويمنيهم،وجعل لكل من وصل من الرعايا خطوط الجبريات.

وزلج أحمد بن الحسن الشيخ منصر العولقي إلى بلاده وأرجعها[144/أ] إلى نظره، وقد كان له مدة عند حي الإمام المتوكل، منعه حسين بن الحسن عن إرجاعه، وكان ولى صنوه بلاده، وكانت طريقه الجوف، تجنب طريق رداع لأجل الحسين بن الحسن، وجهز أحمد بن الحسن يومئذ حسين بن محمد بن أحمد بن القاسم إلى خمر لحفظه.

पृष्ठ 478