بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، من عبد الله أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن أمير المؤمنين المؤيد بالله ثبته الله تعالى إلى الصنو السيد العلامة الأوحد رضيع المحامد والفخامة، ربي حجر الخلافة والإمامة، عز الإسلام والمسلمين سليل الأئمة المطهرين محمد بن أمير المؤمنين المتوكل على الله رب العالمين، حفظه الله وحماه، وحرسه ووقاه، وأهدي إليه شريف السلام، وسنى التحية والإكرام ورحمة الله وبركاته على الدوام. وبعد: فصدور هذا السلام وإنه قد سبق إليكم حماكم الله كتاب، وعرفناكم الوجه المقتضى لتأخير الاتفاق، إلى آخر ما ذكرناه لكم، وإلى تحرير هذه الأحرف ولم يعد الجواب، ثم إنا بحمد الله الذي لا إله إلا هو ونسأله أن يصلي ويسلم على محمد وآله وأن يجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم، ومقربة إلى جنات نعيم، وإنه لما طلب الصنو صفي الدين أحمد بن الحسن حماه الله المفاوضة والاجتماع، ونحن كنا طلبنا ذلك لما كنتم ذكرتم سابقا أن الدعوة على تلك الصفة، وأن المراد وجه الله سبحانه والنظر في صلاح المسلمين، ثم تعقب من قبله جملة ما ذكرناه لكم في الكتاب السابق، والكتاب هو مما يحسن، إلا أن في النفس أشياء نذكرها لكم صار من في جانبنا من أهل النظر يطلبون معرفة المخلص عنها حتى نكون نحن وهم على بصيرة، وذلك أنه قد[137/أ] كان من الصنو أحمد حماه الله هفوات ليس عندنا ولا عندهم معرفة المخلص منها ومن تحقق التوبة عنها: وذلك بغيه على إمام الزمان المؤيد بالله مرتين فإنه خرج في الأولى إلى الحوادث، وتولى حربه الوالد الحسين بن القاسم رحمه الله، وحصل فيها قتل كثير من أهل آنس وريمة ووصاب، وذلك بفعله وسببه على ما شاع هو وسرور شلبي ، وتلك دماء محترمة؛ لأنهم من جند الإمام وهي مضمونة بالإجماع؛ لأن الباغي يضمن الدم بلا إشكال إلا أن يهدرها الإمام لوجه شرعي، ولم يبلغنا أنه تخلص وودى دية ولا ظهر أمر، وإنما سكن لما أسر.
पृष्ठ 465