155

وحصلت فرقة بين بلاد خيار فيما بينهم على سبب سوق الدبا من الجراد، لما أحله بعضهم إلى أموال البعض، فاقتتلوا راح من الفريقين تسعة أنفار.

والحرب الذي جرى فيما بين السيد حسن بن محمد بن أحمد المؤيدي في العدين راح فيه سبعة أنفار من الجانبين[127/ب]، ويحيى بن حسين خرج من صعدة مطرودا، قيل: نفره علي بن أحمد عنها؛ لأجل أن منازعة حصلت منه له فيها، وقيل: خرج بنفسه؛ لما رأى ما جرى فيها من الإنتهاب، وركة الأمر والنهي لصاحبها، وكان قد طلب إلى حضرة علي بن أحمد على وجه القهر بجماعة عسكر، فخرج هاربا على مشقة نالته من ذلك الأمر، وإنما تنجى ببعض قبائل آل عمار، وكان يريد علي بن أحمد البيعة منه في القيام الجديد، فأباها يحيى بن حسين، فهذا سبب خروجه عنها.

وعلى الجملة أن حال هذه الدعوات المنازعة المنهي عنها والتفرق الذي هو عين الاختلاف، ودرجهم فيما بينهم متقاربة بعد تعذر الاجتهاد معهم، فلو أنهم جمعوا كلمتهم على أحدهم وسلم الناس من الفتن، وإن حصل النقص بالمنصب الكامل الشروط، فأما إذا[128/أ] أصروا على هذا النزاع والاختلاف وشبوا الفتنة فيما بينهم فيا لها من مصيبة عليهم وعلى المسلمين، نعوذ بالله من ذلك. وبعد ذلك أمورهم إن الفتنة استمرت بينهم إلى نقص وخلل عليهم وتقوية لخروجها عنهم إلى غيرهم، وقد يطمع فيها غيرهم.

وسارت كتب محمد بن علي الغرباني الذي سكن برط يدعو الناس إليه، ويخبر أنه قد دعا إلى نفسه وتلقب بالمهدي، فكان المتلقب بالمهدي هو وأحمد بن الحسن، اتفقا في عصر واحد بهذا اللقب.

पृष्ठ 454