وفي رابع وعشرين شهر شوال سقط من السماء حجر بغضران من بلاد وادي السر وقت العصر، والشمس شارقة، فسمع لخريرها في الجو صوت كصوت الرعد العظيم، سمع ذلك إلى صنعاء، وكان وقوعها بباب بيت في قرية غضران بوادي السر من بلاد بني حشيش، ونزلت في الأرض، قالوا: ولونها كلون الحطم، فسبحان القادر على كل شيء وذلك من آيات الله التي يخوف الله بها عباده {ياعباد فاتقون} واشتد بالسر الجوع، ويبست عليهم الأعناب، وأصبح ماهم في الآبار غورا لا ماء فيها كما قال تعالى: {إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين}، ونجعوا عنها، وتفرقوا في الأرض، ولم يبق إلا البعض منهم، ثم قطعوا أصول العنب بالشرم وأدخلها أهلها يبيعونها.
وروى لي بعض فقهائهم أن ذلك من عقوبات الله بهم؛ لأنهم كانوا يتجارون على بذل الأيمان الكاذبة عند شريعتهم، وكثر منهم المغادرة والأذية لبعضهم البعض، حتى نزل بهم ما نزل.
واتفق بهذا الشهر لبعض بيوتات بصنعاء أن شخصا من الجان شغلهم، وكسر عليهم من أوانيهم، وكان يرى شخصه امرأة منهم لا غيرها من أهل بيتهم، وكان يحرق ثيابها ويطرحها بيرهم، ومرة سل عليها السلاح، ومرة ذبح عليهم دجاجة وهي تراه، ومرة صاحت منه وقالت: سل عليها السلاح ثم سكتت، وكان بعض المعزمين يعزم لها ويكتب لها فيحرقها، ومع هذا فحسن تلك المرأة لم يتغير، وذكر صاحب البيت أنه كسر عليه بعض سلاح، وتضرر منه وذكر أن صورته صورة امرأة ومعها خادمان تأمرهما بما تريده، وغفل بعض أيام ثم عاد ومعه كتابة عجمية وصورة ووضعها في عتبة الباب، فرأته تلك المرأة حين وضعها، ولم يره غيرها، فأخرجوها، فدل ذلك أنه ساحر وأن السحرة من الجن والإنس نعوذ بالله منهم[80/أ].
पृष्ठ 398