============================================================
عمار اليدليسي عرفوا الله بالله، وعرفوا ما رسول الله بعلم(1) الله ، فيعبرون (2) الأسرار إلى أهلها (3) إما بإشارة، أو بعبارة، أو بهم(4)، أو سرا بسر، أو بأمثلة وبينة 3 وشهادة، كما قال الله تعالى: { أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهذ منه (القرآن 17/11).
فأهل البينة والشهادة هم من جملة العلماء بالله، وقيل: هم من علماء النسبة، وهم الذين تفردوا عن الكل بالفرد، وتجردوا عن الأكوان، وتوخدوا بالأحد الصمد، و) عرفوا أسامي(5) الله وحقائق صفاته، وعاينوا الغيوب، وسلموا من أشغال الخلق والكون، ورجعوا إلى حقائق الحق فتحققوا فيه، فانقطعت أسبابهم من الخلق جميعا، واتتسبوا إلى الحق، وصتحوا معه النسبة بالكلية في مقام حقيقة العبودية. فهم سادة الأمة.
فالاخبار للغير عن أحوالهم صعب، وإخبارهم عن آنفسهم على حدود 12 الإشكال، صح لهم مقائهم بتصحيح نسبتهم مع الحق، وأشكل على الخلق أحوالهم وأعمالهم. فهم حجة الله في البلاد، وإليهم مفزع العباد. علت مراتبهم المراتب، لأتهم حطوا أرجلهم في الحضرة، فلا يرجعون منها إلى 15 الرسوم والعادات إلا لإقامة فرض أو ليتأدب بهم مريد.
ومن أكمل أحوالهم ما قال في وصفهم أبو عثمان سعيد بن سلام المغربي(1) حيث يقول: إذا تحقق العبد في الولاية، (43 ب) وجاوز (1) بعلم، في الأصل: حلم.
(2) فيعبرون، في الأصل بدون نقط : (3) أهلها، في الأصل: أهله.
4) بهم: هنا بمعنى: بهمة.
(5) أسامي: كذا في الأصل: (6) سعيد بن سلام المغربي: توقي سنة 373ه/983 م، انظر طبقات الصوفية للشلمي، تحقيق شريبة، ص 312؛ 378؛ 386؛ 389؛ 431؛ 479 483.
هح
पृष्ठ 124