============================================================
عمار البدليسي وليذكر الموت والبلا"(1). ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن وصل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء. وكل هذا إذا بذل العبد(2) مجهوده في 3طلبه، وتحصيله بحق الطلب، سيدركه بتوفيق الله، إلا حق المعرفة، فإنه لو كان يحصل بالجهد لكان الرسول،، بذلك أحق وأولى (2). ولكونها مستحيلا، وحصولها علقه(4)، عليه السلام، في حصول العلم الذي ليس معه جهل، وهو آيضا من المستحيل. وتعليق المستحيل على المستحيل دليل على عدم حصوله. ولأنه وصف قديم بموصوف قديم استحال أن يكون له ضد. والجهل ضد العلم.
فكما استحال آن يكون للموصوف ضد - بخلاف العلم المحدث - فإن ضد الموصوف به، غير منفك عنه. فكذلك ضد الوصف، موجود معين غير منفك عنه . وقد اجتمع هنا حق المعرفة، وحق الثقى، وحق الاجتهاد، 12 وحق التوكل، وحق الحياء.
وأما حق المعرفة فلا سبيل إليه، لقوله: وما قدروا الله حق قذره) (القرآن الكريم 91/6؛ 74/27؛ 67/39)، معناه: أي ما عرفوا (5) الله حق 15 معرفته. وقد قال بعض الكبار: لاما عرفناك حق معرفتك، ما عبدناك حق عبادتك". قال بعض أهل الإرادة في مناجاة: "إلهي ما عبدتك لأني ما عرفتك؛ فعرفني لأغرقك على الحقيقة". فنودي في سره: "يا عبذد، وهل 18 على الحقيقة أعرف؟" قال: "ولم يا رب؟" قال: "لأني في الخلق أظهر من الخلق في الخلق؛ أنا أوجدث الخلق بقدرتي، وتعرفت إليهم بلطفي، (1) قارن ب المعجم المفهرس ا: 220، تحت: بلو؛ والبلا، في الأصل: والبلى.
(2) العبد: أضيفت فوق السطر.
(3) وأولى، في الأصل: وأولا.
(4) علقه، في الأصل: علقها.
5) عرفوا، في الأصل: عرف.
पृष्ठ 116