============================================================
عمار البدليسي والعلم الذي ليس معه جهل هو علم الله القديم. إذ ليس شيء لله إلا وعلم الله محيط به. وجميع الخلاثق. إنما هم عالمين (1) (40 ب) بشيء، 3 جاهلين (2) عن شيء. فكان علمهم مشوب بالجهل. كما قال الله تعالى: (وفؤق كل ذي علم عليم} (القرآن الكريم 76/12) . فكل واحد بالإضافة إلى غيره بتفاوت العلم، جاهل عند غيره. و "العلم الذي ليس معه جهل" هو 6صفة علم الله القديم، لأنه تعالى يعلم الأشياء كما خلقها وقدرها.
والعلماء يعلمون علم الأشياء بقدر ما بين لهم: إما بطريق الشريعة، أو بطريق الحقيقة، على قدر مراتبهم وإدراكهم. فلذلك: الجهل لا ينفك عن علمهم، لأن ادراكهم محدود مخدث، وبذلك يصير علمهم محصورا مقدرا(3).
وعلم الله بخلاف ذلك، لأنه علم قديم لا نهاية له، ولا حصر، ولا 12 حده فلا جهل معه. لأنه لا يزداد على علمه علما. ولأجل هذا * جاء ح نفي رسول الله، لي عنه ) وعن غيره، بقوله: لاوما بلغ ذلك أحد قطه. قيل: ولا أنت؟، قال: "ولا أنا". وإنما نفى وجود ذلك العلم عليه 15 من نفسه لأن إضافة(4) علمه إلى علم الله تعالى غير منفك عن الجهل، وهو جهل إضافة إلى علم الله.
وكذلك علوم سائر الخلق بالإضافة إلى علوم الأنبياء، عليهم السلام.
18 وكما قال عيسى، عليه السلام: تغلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} (القران الكريم 116/5). ودون هذه الرتبة قد يطلع(5) الأنبياء على بعض (1) عالمين: كذا.
(2) جاهلين: كذا.
(3) محصورا مقلرا، في الأصل: محصور مقدر.
4) اضافة في الأصل: بالإضافة.
(5) يطلع، في الأصل: يطلعون.
ه
पृष्ठ 114