322

बहजत नुफुस

بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة النبي المختار - الجزء1

संपादक

أ د محمد عبد الوهاب فضل، أستاذ تاريخ الحضارة الإسلامية - جامعة الأزهر

प्रकाशक

دار الغرب الاسلامي

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠٢ م

प्रकाशक स्थान

بيروت

शैलियों

الفصل الرابع
في ذكر جبل أحد وفضله وفضل الشهداء عنده
عن أنس بن مالك ﵁ أن رسول الله، ﷺ طلع أحدا فقال: «هذا جبل يحبنا ونحبه» (^١).
قال أبو عمر بن عبد البر في معنى هذا الحديث: يحتمل أن خلق فيه الروح فأحب النبي ﷺ، وقيل: أن هذا على المجاز، وقيل: هل خلق في الطور وقت الإندكاك إدراك حيواني أو بقي على إدراكه المتطبع عليه، قيل:
والصحيح ما من شيء خلق الله تعالى من الجماد إلا أودع فيه إدراكا (^٢) يفهم به عن خالقه، وجموده فيما بينه وبين الخلق (^٣).
وعن عمرو بن أبي عمرو - مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب - أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله، ﷺ لأبي طلحة: «التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني» فخرج لي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله، ﷺ كلما نزل، وقال في الحديث: ثم أقبل حتى بدا له أحد قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه» فلما أشرف على المدينة قال: «اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم إبراهيم مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم (^٤)».

(^١) أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب «أحد جبل يحبنا ونحبه» عن أنس برقم (٤٠٨٣) ٥/ ٤٧، ومسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أنس برقم (٤٦٢) ٢/ ٩٩٣، والترمذي في سننه كتاب المناقب باب فضل المدينة عن أنس برقم (٣٩٢٢)، وأحمد في المسند ٣/ ١٤٩ عن أنس، ومالك في الموطأ ٢/ ٨٩٣ عن عروة، والبيهقي في السنن الكبرى ٥/ ١٩٧ عن أنس.
(^٢) في الأصل «الإدراك»، وما أثبتناه من (ط).
(^٣) قول ابن عبد البر ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة ٢/ ٣٤٥، والمراغي في تحقيق النصرة ص ١٣١.
(^٤) أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب «أحد جبل يحبنا ونحبه» عن أنس برقم (٤٠٨٣) ٥/ ٤٧، ومسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أنس برقم (٤٦٢) ٢/ ٩٩٣، والترمذي في -

1 / 325