बहजा
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
अन्वेषक
د .أحمد زكريا الشلق
प्रकाशक
دارالكتب والوثائق القومية
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
1426هـ /2005 م
प्रकाशक स्थान
القاهرة / مصر
وكانت نتيجة هذه الواقعة الشهيرة حصر مدينة ( ناوارين ) برا وبحرا وأما | سفن العدو التي كانت في المينا فإنها تمكنت من الهرب إلا اثنتين وقعتا في يد | المصريين مع من فيهما من جرحى العدو وأما اليونانيون فلم يزالوا على قوتهم في | القتال برا وبحرا ( موليس ) القائد البحري في يوم 17 مايو سنة 1825 | مع حراقاته ( سفن صغيرة ) من الدنو من ميناء ( مودون ) وأشعل النار في السفن | الراسية خارج المدينة وفر هاربا فامتدت النار إلى باقي الدونانمة ولشدة الهواء | استحكمت حتى تعسر اطفاؤها ولم ينج من كان فيها إلا بجهد عظيم وعناء | شديد ومما زاد في الطين بلة أن الهواء حمل الشرر إلى داخل المدينة حتى أحرق | جزءا منها والتهبت مخازن البارود ( الجبخانة ) فأدى ذلك إلى هدم كل ما | جاورها من المساكن وهلك فيها .
ومع كل فإن هذه الحادثة الهائلة لم تؤثر شيئا في عزيمة إبراهيم باشا شجاع | مصر وفخرها بل كان مشددا للحصار على مدينة ( ناوارين ) وصد هجمات | العدو ، وهزم كل من جاء لمساعدتهم سواء كان على طريق البر أو البحر وفي | أحدى المناوشات العديدة أسر مطران ( مودون ) الذي كان يحض الأهالي على | مقاومته ومحاربته وأسر غيره من دعاة الثورة ، لكنه أحسن معاملتهم وأكرم | وفادتهم ، ولما أيقنت حامية البلد أن لا مناص لها من الموت أو التسليم لعسر مجيء | المدد لهم من الخارج بل لعدم إمكانه بالكلية لتشديد الحصار وتيقظ المصريين | دائما ، طلبت من إبراهيم باشا أن تسلم إليه المدينة مع قلاعها وما فيها من المؤن | والذخائر والأسلحة بشرط أن يضمن لهم حياتهم فأذعن لمطالبهم وانقاد لمرغوبهم | ودخل المدينة في السادس عشر من شهر مايو سنة 1825 وقد كان لهذه الوقعة | تأثير مهم في قلوب اليونان ، إذ أيقنوا بالفشل والخيبة لكنهم آلوا على أنفسهم | أن يدافعوا في سبيل الحصول على الحرية والإستقلال السياسي ولو يموتون عن | آخرهم فداء الوطن وشهداء الحرية . | |
पृष्ठ 123