बहजा
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
संपादक
د .أحمد زكريا الشلق
प्रकाशक
دارالكتب والوثائق القومية
संस्करण
الثانية
प्रकाशन वर्ष
1426هـ /2005 م
प्रकाशक स्थान
القاهرة / مصر
وفي صبيحة اليوم التالي رد الدوك إلى الوالي الزيارة في سراي رأس التين | العامرة فقابله الوالي وسائر ضباطه البرية والبحرية بدون أن ينقص منهم أحد إلا | سليمان باشا فإنه كان مريضا بالقاهرة مما كابده من الأتعاب أثناء عودته من | الشام وفي مساء هذه الليلة صنع له سمو الوالي مأدبة فاخرة دعى إليها سراة | القوم وأكابرهم وأعيانهم وسائر الموظفين من الفرنساويين وقدم لجناب الدوك | الدكتور ( كلوت بيك ) مؤسس مدرسة الطب و ( لنبيربيك ) مؤسس مدرسة | المهندسخانة وغيرهما من الفرنساويين الذين لهم الفضل الأعظم في تأسيس | | المدارس وبناء القناطر وكذلك كافة ما حصلت عليه مصر من التقدم في زمن | المغفور له محمد علي باشا ، ولقد صرف الدوك أسبوعا كاملا في مدينة | الإسكندرية قضاه في زيارة الإستحكامات والإسبتاليات والسفن الحربية وسر | كثيرا من السفينة المسماة ( بني سويف ) أكبر سفن المصريين فكان فيها مائة مدفع | وألف ومائة جندي وكان قائدها سعيد باشا .
ثم ركب النيل ومعه سعيد باشا وعباس باشا فوصلوا إلى مصر ونزلوا بسراي | شبرا في يوم 8 يوليو وكان بانتظارهم هناك إبراهيم باشا وبعد ان استراح | الدوك قليلا ركب في عربة مع إبراهيم باشا وسارا إلى القلعة حيث كانت معدة | لإقامة محمد علي باشا فوصلاها في الساعة 10 مساء وكان مرورهما بين | صفوف الأهالي والعساكر يتقدمهم جم غفير من حاملي المشاعل وفي يوم 9 منه | طاف الدوك في أنحاء القاهرة للتفرج على ما بها من الآثار العربية ، فشاهد كافة | المساجد القديمة وقبور الخلفاء ، وعند الأصيل توجه إلى مصر القديمة وعاد | سليمان باشا وكان طريح الفراش فسر كثيرا من تنازل نجل ملك فرنسا إلى | زيارته ثم شارف مقياس النيل بجزيرة الروضة ( المنيل ) وفي يوم 10 منه أقيمت | صلاة احتفالية في الكنيسة الفرنساوية تذكارا لعيد جلالة ملكة فرنسا ( ماري | آميلي ) والدة الدوك فحضرها مع كل ضباط الدونانمة التي رافقته إلى | الإسكندرية .
पृष्ठ 216