141

बहजा

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

अन्वेषक

د .أحمد زكريا الشلق

प्रकाशक

دارالكتب والوثائق القومية

संस्करण संख्या

الثانية

प्रकाशन वर्ष

1426هـ /2005 م

प्रकाशक स्थान

القاهرة / مصر

فكانت جبال لبنان كشعلة نار ولم يبق فيها أحد محافظ على ولاء الحكومة | المصرية فوجه إبراهيم باشا وسليمان باشا اهتمامهما إلى هذه الجبال الشامخة | الوعرة المسلك الكثيرة القمم والأودية حتى قيل فيها أن كل نقطة منها تصلح | أن تكون قلعة ، وذلك مما جعل وصول العساكر إليها صعبا لا سيما الخيالة | والمدفعيين ، نعم إن إبراهيم باشا فتح عدة طرق تصلح لسير المدافع لكنها لم تكن | بكافية للغاية المقصودة ومع ذلك دخل بجيشه في بطن الجبل واقتفى أثر الثائرين | إلى أعالي القمم وكانوا يفرون أمامه ليجروه على التوغل في جبالهم ، حتى إذا | تركوا الطرق السهلة وتوغلوا في المسالك الصعبة الوعرة انقضوا على المصريين | من أعالي الجبل ورموهم بالرصاص من أعلى إلى أسفل فكانت تصيب المصريين | | مقذوفاتهم ولا تصيبهم مقذوفات المصريين ولقد نجحت هذه الحيلة مع سكان | جبل لبنان كما نجحت مع غيرهم من الجبلين فانقضوا على المصريين من كل فج | ورموهم بالرصاص والحجارة حتى ألجؤهم إلى القهقرى وكانت هذه أول مرة | تقهقر فيها المصريون أمام أعدائهم وهم تحت قيادة إبراهيم باشا وسليمان باشا .

ولما تيقن الرئيسان من عدم الجدوى في الوقوف أمام عدو لا يمكنهم صده | بل ولا رؤيته ، وقتل وجرح أغلب من كان معهما من الجند واستشهد نخبة | الضباط وهلكت خيول المدافع ، أصدر إبراهيم باشا أمره بالرجوع لإنقاذ من | بقي ، أولى من تعريضهم للموت على غير طائل وقال لو مكثنا على هذه الحالة | المجهولة الطريق لكنا قد ألقينا بأنفسنا إلى التهلكة وهذا أمر منهي عنه فسار | إبراهيم باشا في مقدمة الجيش وكلف رفيقه وصديقه سليمان باشا بالسير في | المؤخرة لصد هجمات الجبليين عنهم ومعاكستهم في حال رجوعهم فقام بهذه | المهمة خير قيام وأمكن العساكر المصرية بعد العناء الشديد الخروج من هذه | الجبال الشامخة حتى وصلوا إلى السهل وأخذوا في حصر الموتى ومداواة الجرحى | وترتيب الباقي وتنظيمهم وتحصنوا حتى يصل إليهم المدد .

पृष्ठ 173