बहजा
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
अन्वेषक
د .أحمد زكريا الشلق
प्रकाशक
دارالكتب والوثائق القومية
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
1426هـ /2005 م
प्रकाशक स्थान
القاهرة / مصر
فلما وصل إلى إبراهيم باشا خبر عصيانهم قام لوقته مستصحبا معه فرقة من | جيشه وسار قاصدا وادي الأردن لمعاقبة العاصين وجد في سيره حتى وصل | مدينة أوريشلم قبل أن يبلغهم خبر قيامه من ( يافا ) فاستدعى إليه أعيان القوم | وأكابرهم فمثلوا بين يديه وسألهم عن سبب توقفهم في الإمتثال لأوامر الوالي | وهل هم مصرون على التمادي في العصيان فأجابوه بأنهم غير معارضين في | | احتكار الحرير لكنهم معارضون كل المعارضة في أخذ شبانهم إلى العسكرية | وأنهم مستعدون لدفع الضريبة ولو ضعفين ولإرسال بعض أولاد المشايخ بصفة | رهينة تأمينا على طاعتهم بشرط إعفاء شبانهم من العسكرية أما نزع السلاح | فلم يذعنوا له مطلقا .
فلم يقبل ذلك منهم إبراهيم باشا ، بل أخبرهم أنه لا بد من تنفيذ أوامر | والده بدون تغيير أو تبديل ، فلما رأوا أن لا مناص استأذنوا في العود إلى المدينة | وعرض ما تم بينه وبينهم من الحديث على الأهالي ، وأوروه أنهم في حد ذاتهم | مذعنون لأوامره وسيبذلون جهدهم في إقناع القوم بالامتثال لكنهم يرجون منه | لو خاب مسعاهم ولم يقبل الأهالي هذه الطلبات أن لا يؤاخذهم ولا ينسب | ذلك إلى سوء نيتهم وفساد طويتهم ، فأذن لهم بالذهاب مظهرا اعتقاده بحسن | نيتهم ، وكان يريد بإظهار البشاشة لهم وعدم الشدة عليهم التخلص من الحرب | فرارا من عدو هو أنكى وأشد بطشا من عصيان الأهالي ، ألا وهو الهواء الأصفر | الجالب للموت الأحمر ، الذي أتى مع الحجاج عند عودتهم من تأديه الفريضة | وفشا بأوريشلم وفتك بأهلها فتكا ذريعا حتى خيف امتداده وتعديه إلى خارجها | فقفل إبراهيم باشا راجعا إلى ( يافا ) ومكث ينتظر جواب أهالي المدينة ، ولم يظهر | الوباء في مدينة ( يافا ) ذلك الوقت .
पृष्ठ 154