وقد تبعه في مذهبه هذا خلق كثير، فانصرفوا إلى وصف المشاهدات من مظاهر المدنية؛ كالقصور والأنهار والحياض والرياض والسفن ومجالس القصف ... إلخ. وأشهر من جال في هذا الميدان ابن المعتز والصولي وابن الرومي. ونشأ شعراء اتخذوا من الأحداث التافهة موضوعات أطنبوا في شرحها وأسهبوا في وصفها، فعلوا كل ذلك للإضحاك والإيناس، كما فعل أبو دلامة في وصف بغلته الخبيثة الطباع، وكما فعل الحمدوني في وصف طيلسان ابن حرب. وخلاصة القصة أن محمد بن حرب أهدى الحمدوني طيلسانا خلقا؛ فأخذ يصفه ويتندر فيه، حتى قال فيه قرابة مائتي مقطوعة لا تخلو واحدة منها من معنى بديع، منها قوله:
يا ابن حرب كسوتني طيلسانا
أمرضته الأوجاع فهو سقيم
وإذا ما رفوته قال سبحا
نك محيي العظام وهي رميم!
وقال:
يا ابن حرب كسوتني طيلسانا
مل من صحبة الزمان وصدا
طال ترداده إلى الرفو حتى
لو بعثناه وحده لتهدى!
अज्ञात पृष्ठ