فصل [ والحق في الظني معهم -أعني أهل البيت عليهم السلام- إذا أجمعوا أهل كل عصر منهم {أي: يكفي لإجماع العصر أهل العصر ذلك) فإن اختلفوا فالحق مع واحد منهم غير معين لنا بعد الأربعة المعصومين إلا بإيضاح دليله الصحيح الراجح الحق معه معين لنا بعد الأربعة المعصومين إلا بإيضاح دليله الصحيح الراجح الحق معه معينا لنا ومخالفة منهم ومن غيرهم ما لم يجمع أهل البيت عليهم السلام على ما أوضحه ذلك العالم الذي منهم مخطئ معذور، فإن عرف وأجمع أهله {أي: أهل ذلك العالم) من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أثم المخالف إذا علم مطلقا -أعني سواء كان له دليل ظني يضادد دليلهم أو لا لرجاحة دليل صاحبهم بإجماعهم وهم سفينة الحق- وإن لم يعلم المخالف إجماعهم ولا ترجيح عالمهم للدليل هو مخطئ معذور بعد البحث، ومراد الله تعالى واحد والمخالف على هذا التنزيل مخطئ معذور لقوله تعالى: {ففهمناها سليمان وكلا آتيناه حكما وعلما}(1) وقوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله}(2) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران فإن أخطأ فله أجر واحد)) (3) فكل مجتهد مصيب مع التحرز عن مخالفة من أمره الله تعالى باتباعه من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهو مصيب في بحثه مخطئ في المراد في علم الله تعالى، إذ لم يصيبه بدليل آخر معذور لقوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}(4) وهذا أحسن ما يقال في هذه المسألة بتوفيق الله وبعصمته، فله الحمد في الآخرة والأولى إلا ما يقرر ذلك من يسير الزيادة.
فصل [وجوب معرفة أشياء لا تنسخ]
في أشياء يجب حفظها وهي لا تنسخ ولا تختلف فيها الشرائع ولا يصح فيها الاجتهاد ولا التخصيص على الجملة ،والحق فيها واحد على الجملة في جميع الشرائع وهي خمسة أشياء: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال كقتل الكفار لحفظ الدين، والقصاص لحفظ النفس، وحد السكر لحفظ العقل، وحد الزنا لحفظ النسل، وحد السارق والمحارب والقاطع الطريق لحفظ المال.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
[ باب في النبوات وأحكامها]
[التعريف اللغوي للإنباء]
الإنباء في اللغة الإخبار، والنبأ اسم للخبر الذي له شأن، قال تعالى: {عن النبأ العظيم}(1) ونبا ونبي بغير همزة بمعنى: مرتفع في المكان والشرف.
[التعريف اللغوي والاصطلاحي للرسالة]
والرسالة في اللغة: أمر المرسل [27ب] إلى المرسل إليه لإبلاغه شيئا، ويكون بمعنى الشيء المرسل به، وفي الشرع: الرسالة والنبوة أمر الله تعالى الخاص الذي هو الوحي غير الإلهام لمن اختار تعالى لهما ممن زاد له تعالى في العقل ما به يثبت معه على الحق عند إنكاره والتعنيف عليه من أشراف من أرسل إليهم وملوكهم وأهل الكبر والنخوة منهم.
पृष्ठ 126