234

बद्र मुनीर

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

शैलियों

शिया फिक़्ह

وقلنا: يجب اعتزالهم ولا يحضر معهم، ولا يسمع منكراتهم، ولا يصافيهم حيث لم يقدر على الهجرة الكبرى لقوله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره}(1) فإنه إذا قعد معهم ولو لم يرض بشيء من أعمال الكفر ولا الفسق ولا فعل شيئا منها ولكن قعد بحيث يسمع أو يرى أو يعقل من ذلك شيئا وهو يقدر على ترك القعود معهم بأن ينتقل عن حيث يسمعهم أو يراهم أو يعقل ما يفعلون منكراتهم أو مصرين عليها غير مقلعين عنها ولم يكن ناهيا في حالة قعوده مع التأثير أو ليقيم الحجة ولا إكراه على القعود بضرب أو قتل أو حبس لا يستطيع الهرب منه فإنه حينئذ يكون حيث لا عذر مما قدمنا حكمه عند الله تعالى وعند المسلمين أجمع حكم من قعد [62أ] معهم في إثم كفر إن كانت أعمالهم توجب الكفر أو إثم فسق إن كانت أعمال توجب الفسق لقوله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم}(2) ثم قال بعد ذلك: {إنكم إذا مثلهم} يعني تعالى إذا قعدتم معهم لغير دليل يدل على جواز بقائكم معهم أو وجوبه كنهيهم مع التأثير، أو إقامة الحجة عليهم، أو تبليغ الشرائع، أو أكرهوكم على القعود معهم، أو لا تقدرون على التحول لفقد قدرة التحول.

पृष्ठ 309