131

बद्र मुनीर

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

शैलियों

शिया फिक़्ह

فإذا خص تعالى أباهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أباهم بالنبوة لفضله عليه السلام عليهم وهم من ولده صلى الله عليه وآله وسلم وهو سيد ولد إبراهيم، وولد الولد ولد للجد لقوله تعالى: {ملة أبيكم [35ب] إبراهيم} ولنسبته تعالى عيسى عليه السلام إلى إبراهيم بالذرية لأجل أمه فقط لقوله تعالى: {وزكريا ويحيى وعيسى} بعد قوله تعالى في أولها {أي: الآية): {ومن ذريته داود}(1) ثم قال تعالى: {وعيسى} أي: ومن ذريته عيسى عليه السلام فجعله ولدا لإبراهيم ونوح -عليهما السلام- كولد الأبناء من موسى عليه السلام وغيره من الأنبياء في الآية، فلم يفصل سبحانه في الأبوة والنبوة والولادة والرحامة والقرابة بين ولد الابن وولد البنت، وقد خلق الله سبحانه الولد من ماء الأب وماء الأم فقال تعالى في ذلك: {فلينظر الإنسان مما خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب}(2) والصلب: ظهر الرجل، والترائب: خلف صدر المرأة موضع القلادة وأسفل منها، وقال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}(3) فأخبر سبحانه أن الماء الدافق {وهو الكثير) الذي تدافع لكثرته يخرج من الرجل والمرأة جميعا، ثم يخلق منه تعالى الولد، وأخبر أنه تعالى خلق الناس من ذكر {وهو آدم عليه السلام) وأنثى {وهي حوى عليها السلام) وقد حكم الله سبحانه بأن الحسن والحسين أبناء رسوله -صلى الله عليه- بقوله تعالى: {فقل تعالوا ندعو أبناءنا.....الآية}(1) ولم يدع هناك إلا الحسن والحسين، وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما))(2) وإنما جعل تعالى عيسى من الذرية والأبناء لإبراهيم ونوح -عليهما السلام- بأمه لما كانت -عليها السلام- من أصلابهما؛ لأنه لا أب له عليه السلام بل خلقه الله تعالى من أمه -عليها السلام- كما خلق آدم عليه السلام من الطين قال تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب}(3) وكذلك ولد فاطمة -عليها السلام- ولد لأبيها صلى الله عليه وآله وسلم كمثل عيسى عليه السلام ولد لإبراهيم عليه السلام من ابنته مريم -على جميعهم الصلاة والسلام- ولقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((كل بني بنت ينتمون إلى أبيهم غير ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما)) ولقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((جعل الله ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي -رضوان الله عليهما جميعا))(4) بقي لهم بضرورة الدين ونصوص الأدلة على ذلك بيقين الاصطفاء للإمامة لما لم تصح النبوة وبقي لهم ما لأبيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من التقديم في كل خصلة شريفة، والتوقير، والتعظيم، وإشعار الدين، والتأثير بالمال والنفس، والرد إليهم ما التبس أو تنوزع فيه من أمور الدين؛ وعلى الجملة فهم كأبيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا فيما خصه دليل صحيح.

पृष्ठ 172