فصل [ دلالة النبوة بعد قولهم: إنهم أنبياء مبلغون عن الله تعالى؛ وإنما قلنا بعد دعواهم للنبوة لتخرج الأفعال الحاصلة من الله تعالى للصالحين من إنزال الغيث بدعائهم، والنصرة والثناء ونحو ذلك فإنها كرامة ولا تسمى معجزة، فيكونوا أنبياء لأنهم لم يدعو النبوة، إذ لا دليل عليها معهم من الله تعالى، بل قد منعهم من دعوى ذلك، فقال تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء}(1).
فصل [في معجزات الأنبياء وما هي أكبر معجزة النبي الخاتم (ص)]
أكبر معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم القرآن وقد رويت له ثمانمائة معجزة، وكمعجزات آدم عليه السلام وموسى وعيسى عليهم السلام ومعجزاتهم -أعني جميع الأنبياء عليهم السلام- ما كان منها بعد الرسالة والاستنباء يكون معجزة لأجل نبوتهم وكرامتهم عند الله تعالى، وما كان بعد وفاتهم يكون معجزة إذا أخبروا به قبل وفاتهم، وإن جاء لأجلهم ولم يخبروا به قبلها فكرامة لهم، وما كان قبل إرسالهم واستنبائهم عليهم السلام أو وجودهم أو تكليفهم فذلك إرهاص لنبوتهم -صلوات الله عليهم أجمعين.
فصل [
لا يصح أن يعلم من الغيب إلا ما كان عن الله تعالى على لسان رسول من رسله تعالى لقوله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول}(2) ولقوله تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}(3).
पृष्ठ 136