225

बदीअ फी इल्म अल-अरबिया

البديع في علم العربية

अन्वेषक

د. فتحي أحمد علي الدين

प्रकाशक

جامعة أم القرى

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٠ هـ

प्रकाशक स्थान

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

शैलियों

المتعلّق الخامس: حذف المبتدأ، ولا يخلو الكلام؛ أن يكون فيه - إذا حذف المبتدأ - دليل عليه، أو لا يكون. فإن لم يكن، فلا يجوز حذفه، لا تقول فى: زيد قائم: قائم، وتحذف زيدا؛ لأنه لا دليل عليه. فأمّا ما فيه دليل، فهو على ضربين: الأوّل: لك فيه الخيار حذفا وإثباتا؛ فالحذف للاختصار، وهو أكثر استعمالا؛ والإثبات للعناية به والتوكيد، يقول القائل: كيف أنت؟ فتقول: صالح، أى: أنا صالح، وإن شئت أثبتّه فقلت: أنا صالح، وعلى الحذف قوله تعالى: قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ (١) أى هى النّار، وقوله تعالى: قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ * (٢) أى: أمرى وشأنى صبر جميل، ومنه قول المستهلّ إذا رأى الهلال:" الهلال والله" أى: هذا الهلال والله. وقد حذف المبتدأ وأقيم الظّرف - الّذى هو صفته - مقامه، كقوله تعالى: وَأَنَّا مِنَّا/ الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ (٣) أى: ومنّا قوم دون ذلك. الضّرب الثّانى: لا يجوز ظهوره فى الكلام، وهو قولهم:" لا سواء"، ف" سواء": خبر مبتدأ محذوف تقديره: هذان لا سواء، لكنهم لم ينطقوا به، قال سيبويه (٤): إنما دخلت" لا" ها هنا؛ لأنّها عاقبت ما عليه (٤) سواء؛ وذلك

(١) - ٧٢ / الحج. (٢) - ١٨، ٨٣ / يوسف. (٣) - ١١ / الجنّ. (٤) - فى الكتاب ٢/ ٣٠٢:" وإنما دخلت لا هنا لأنها عاقبت ما ارتفعت عليه سواء، ألا ترى أنك لا تقول هذان لا سواء ... "

1 / 64