40

बधल

بذل النظر في الأصول

अन्वेषक

الدكتور محمد زكي عبد البر

प्रकाशक

مكتبة التراث

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

प्रकाशक स्थान

القاهرة

शैलियों

ودلالة ذلك أن هذا الحرف يستعمل في مواضع مختلفة الصور اتفقت في إفادة هذا المعنى- فإنه يستعمل في: - جزاء الشرط كقولك: "إن دخلتِ الدار فأنت طالق". - وفي موجب العلة، كقولك: "كسرته فانكسر". - وفي حكم السبب، كقولك: "اشتراه فملكه". - وفي موضع لا تتحقق هذه الوجوه، كقوله: "جاءني زيد فعمرو". واتفقت هذه الصور، مع اختلافها، في إفادة التعقيب مع الوصل: علم أنه حقيقة له. ومنها- حرف "الباء": - وهو للإلصاق، كقولك: "مسحت يدي بالمنديل": أفاد إلصاقها به. - ويستعمل في الآلة، والسبب، والعوض: لإفادة الإلصاق صورة أو معنى. واختلفوا في قوله تعالى: ﴿وامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾: قال بعضهم: إنه، على موجب اللغة، يفيد إلصاق المسح بجميع الرأي، لأنه علق المسح بالرأس، والذي يسمى رأسًا هو الكل. إلا أنه في العرف يفيد إلصاق المسح إما بكله أو ببعضه، فإنا نقول: "مسحت يدي بالمنديل" إذا مسحت بعضه، كما نقول ذلك أيضًا إذا مسحت كله. وقال بعضهم: إن الآية مجملة، لأن هذا الحرف قد يراد به الكل، وقد يراد به البعض، فكان مجملًا، فلا يصح التعلق إلا ببيان.

1 / 44