बधल
بذل النظر في الأصول
संपादक
الدكتور محمد زكي عبد البر
प्रकाशक
مكتبة التراث
संस्करण
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
प्रकाशक स्थान
القاهرة
على مثال قول القائل: يقال أمر بالحركة من سفل إلى علو في أصل اللغة، ثم في العرف جعل ذلك أمرًا بالحركة من أية جهة كانت - فكذا هذا.
والصحيح في حد الخبر أنه: كلام يفيد بنفسه إضافة أمر من الأمور إلى أم امن الأمور، نفيًا كان أو إثباتًا.
وإنما قلنا: «بنفسه» فإن الأمر يفيد وجوب الفعل وحسنه، وليس بخبر، لأنه لا يفيد ذلك بنفسه، بل بواسطة استدعاء الفعل لا محالة، ولا كذلك قول القائل: هذا الفعل واجب وحسن، لأنه بنفسه وصريحه يفيد ذلك.
(د) - وأما أقسام الخبر:
فهو الصدق والكذب عند عامة العلماء.
وقال بعضهم: إن الخبر المتناول للشيء على ما هو به من شرط كونه صدقًا، أن يعتقد فاعله أنه كذلك أو يظنه. والخبر المتناول للشيء، على خلاف ما هو به - من شرط كونه كذبًا أن يعتقد فاعله أو يظن أنه كذلك. ومتى لم يعتقد أنه على ما هو به، أو على خلاف ما هو به ولم يظنه، فهذا خبر، ولا يوصف بأنه صدق ولا كذب.
وحجتهم - أن قائلًا لو قال: «زيد في الدار» وهو فيها، وهو يعتقد أنه خارج الدار، يوصف في العرف بأنه كاذب. ولو قال: «زيد في الدار» وهو فيها، وهو يعتقد أنه فيها، يوصف بأنه صادق. ولو قال: «ليس زيد في الدار» وهو فيها، ويعتقد أنه فيها، فهو يوصف بكونه كاذبًا - فبان أن الخبر عن الشيء على ما هو به، ليس بصدق على كل حال، بل يشترط في ذلك الظن أو الاعتقاد.
1 / 370