أَنَ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: "إِنَّ مِنَ الْفِطْرَةِ الْمَضْمَضَةَ وَالاسْتِنْشَاقَ".
===
عمار بن ياسر عن جده عمار بن ياسر أن رسول الله ﷺ قال .. الحديث، فعلى الأول مرسل (١)، وعلى الثاني منقطع.
وهو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك العنسي، أبو اليقظان (٢)، مولى بني مخزوم، وأمه سمية من لخم، وكان ياسر قدم من اليمن إلى مكة، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة، فزوجه مولاته سُمَيَّةَ، فولدت له عمارًا فأعتقه أبو حذيفة، وأسلم عمار وأبوه قديمًا، وكانوا ممن يعذب في الله، وقتل أبو جهل سمية، فهي أول شهيدة في الإِسلام، شهد بدرًا والمشاهد كلها، وتواترت الروايات عن النبي ﷺ أنه قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية"، قتل مع علي بصفين سنة ٣٧ هـ وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، ودفن هناك بصفين.
وقد روى هذا الحديث الإِمام أحمد في "مسنده" وابن ماجه في "سننه" بسنديهما عن عمار بن ياسر، وهذا لفظ أحمد: أن رسول الله ﷺ قال: "إن من الفطرة أو الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب، والسواك، وتقليم الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، والاستحداد، والاختتان، والانتضاح".
(أن رسول الله ﷺ قال: إن من الفطرة المضمضة والاستنشاق،
(١) وظاهر كلام ابن رسلان أنه على الأول متصل إذ قال (قال موسى) في روايته (عن أبيه) محمد عن جده عمار، (وقال داود عن جده عمار) فعلم أن رواية موسى عنده متصلة، ويؤيده ما تقدم عن الحافظ في ترجمة سلمة. (ش). [قال العيني في "شرح السنن" (١/ ١٦٩): حديثه عن جده عمار، قال ابن معين أيضًا: مرسل، وقال غيره إنه لم يَرَ جده].
(٢) انظر ترجمته في: "أسد الغابة" (٣/ ٣٠٨) رقم (٣٨٠٤).