बज़्लुल मज्हूद फ़ी इख़्तिलाफ़ि नसारा वाल यहूद

نور الدين السالمي d. 1332 AH
50

बज़्लुल मज्हूद फ़ी इख़्तिलाफ़ि नसारा वाल यहूद

بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود للسالمي

शैलियों

هذا كلامه ، وقد أحسن في التحذير ، لكنه أساء في التعبير ، وذلك قوله : ولا بد من كل أحد يأخذ نصيبه ، وفيصل وإن أحسن المدافعة الخطابية ، فقد أهمل أسباب الحزم ، باطراحه عوامل العدل ، وإلقاءه العداوة والبغضاء بين رعيته ، وإغفاله عن استعمال الصنائع المذكورة والآلات المعدودة ، وليته جمع الشمل ، وألف بين الرعية ، واستعمل التقوى في جميع تصرفاته ، فهي الحصن الذي لا يرام ، والسيف الذي لا يفل ، وما قهر أسلافكم ملوك الأكاسرة والقياصرة بكثرة عد ولا قوة عدد ، وإنما قهروهم باستعمال التقوى ، وحسن الصبر ، وقوة اليقين ، فلو تمسكتم بسيرتهم ظفرتم بما ظفروا . وأذكر لك قطعة من كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عامله على حروب الفرس سعد بن أبي وقاص ، ومن معه من الأجناد ، قال رضي الله عنه : أما بعد فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو ، وأقوى المكيدة في الحروب ، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم ، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم ، وإنما ينصر الله المسلمون بمعصية عدوهم لله ، ولو لا ذلك لم تكن لنا بهم قوة ، لأن عددنا ليس كعددهم ، ولا عدتنا كعدتهم ، فإن استوينا في المعصية ، كان لهم الفضل علينا في القوة ، وإلا ننصر عليهم بفضلنا ، لم نغلبهم بقوتنا ، فاعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله ، يعلمون ما تفعلون ، فاستحيوا منهم ، ولا تعملوا بمعاصي الله ، وأنتم في سبيل الله ، ولا تقولوا إن عدونا شر منا ، فلن يسلط الله علينا ، فربما قوم سلط عليهم شر منهم ، كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بما أسخط الله كفار المجوس ، فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ، واسألوا الله العون على أنفسكم ، كما تسألونه النصر على عدوكم ، أسأل الله ذلك لنا ولكم .

पृष्ठ 53