बज़्लुल मज्हूद फ़ी इख़्तिलाफ़ि नसारा वाल यहूद

نور الدين السالمي d. 1332 AH
33

बज़्लुल मज्हूद फ़ी इख़्तिलाफ़ि नसारा वाल यहूद

بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود للسالمي

शैलियों

وفي رواية : أن اليهود والمجوس كانوا يبالغون في التباعد عن المرأة حال حيضها ، والنصارى كانوا يجامعوهن ولا يبالون بالحيض وأن أهل الجاهلية كانوا إذا حاضت المرأة لم يؤآكلوها ولم يشاربوها ولم يجالسوها على فراش ، ولم يساكنوها في بيت كفعل اليهود والمجوس ، فلما نزلت هذه الآية أخذ المسلمون بظاهر الآية فأخرجوهن من بيوتهن ، فقال أناس من الأعراب : البرد شديد والثياب قليلة ، فإن آثرناهن بالثياب هلك سائر أهل البيت ، وإن آثرناها هلكت الحيض ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( إنما أمرتكم أن تعتزلوا مجامعتهن إذا حضن ، ولم أمركم بإخراجهن من البيوت كفعل الأعاجم ) . فلما سمع اليهود ذلك قالوا : هذا الرجل يريد أن لا يدع شيئا من أمرنا إلا خالفنا فيه ، ثم جاء عباد بن بشر وأسيد بن خضير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك ، وقالا : يا رسول الله أفلا ننكح المحيض ؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أنه غضب عليهما ، فقاما ، فجاءته هدية لبن ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهما فسقاهما ، فعلمنا أنه لم يغضب عليهما .

ففي الأمر بمخالطتهن في البيوت مخالفة لليهود والمجوس ، وفي الأمر باعتزال مجامعتهن مخالفة للنصارى ، فكان هذا الأمر وسطا بين الإفراط والتفريط ، وهو سبيل الملة الحنيفية ، والشريعة المحمدية ، وإنما قال الرجلان : أفلا ننكحهن في المحيض ؟ طلبا منهما لاستقصاء مخالفة اليهود حين رأوا أن ذلك يغيظهم ، وذهلوا أن فيه موافقة النصارى ، وكان مطلوب مخالفة الفريقين .

ومنها قوله تعالى : (( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )) ، فإنها نزلت بخلاف أمر اليهود في إتيان نسائهم .

पृष्ठ 34