وفي هذا الخطاب كلمة عن رأيه في التسرع بالزواج، ننقلها بنصها؛ لأهمية الموضوع الذي كتبت عنه، قال:
وكنت أتمنى من صميم الفؤاد أن يسعدني الحظ، فأنعم برؤية ذلك المهرجان الذي أقامه حضرة الوجيه السيد عبد الحميد مبارك احتفالا بزفاف نجله الأديب الشيخ علي مبارك لأقوم بواجب التهنئة، ولأوجه إليه بعض اللوم على تسرعه في هذا الزواج، فأنت تعلم يا أخي أن للشبان أطوارا مختلفة في حياتهم، تتكون حسب تربيتهم التي خصصوا أنفسهم لها، وبما رضي الشاب بعمل اليوم، لقصر نظره وصغر عقله، حتى إذا دخل في طور جديد من أطوار حياته، تحول في عينه نعيم هذه الدنيا إلى شقاء، ورضاه إلى سخط، وبندم ولات ساعة مندم.
وآخر خطاب وصلني من هذا الصديق جاءت في ختامه هذه الكلمة:
أنا سعيد بالإقامة في مصر، ولا ينقصني إلا التمتع بلقياك فآمل أن يسمح الدهر برد نعيمنا الشارد وأنسنا الغابر، فأين ذلك اليوم ومتى أراه؟
وهنا يعجز القلم عن رد هذا الخطاب؛ فقد سمعت أن هذا الصديق مات في ديسمبر سنة 1918، وعلمت بعد ذلك أن شقيقة الأستاذ حامد أفندي الحكيم مات في أسيوط في أواخر السنة الماضية 1922م.
وقد كان حامد أفندي غزير العلم، شهي الحديث، وكأني أحاوره الآن على شاطئ النيل في سنتريس، وكنت أتعزى به عن شقيقه الشيخ حسين، ولكن الدهر بالكرام ضنين.
شهابان منا أوقدا ثم أخمدا
وكان سنى للمدلجين سناهما
لقد ساءني أن عنست زوجتاهما
وأن عريت بعد الوجى فرساهما
अज्ञात पृष्ठ