كم صائن عن قبلة خده
سلطت الأرض على خده
وحامل ثقل الثرى جيده
وكان يشكو الضعف من عقده
أما - والله - إن أرواحنا لفي حاجة إلى بعض ما تنعم به الوسائد من الخدود، والمراود من الجفون، والمساويك من الثغور، والأمشاط من الشعور، الغلائل من الأعطاف، والزينة من الأطراف، فلم تحرموننا في رأفتنا بكم، وحبنا لكم، مما تكرمون به الجماد ليلا ونهارا، على أنه لا يعرف ما حف به من حسن، وأحدق به من جمال!
يا أهل الملاحة، إن الله ما خلقكم كالأزهار في القفار، تزهر وتذبل، ولا يتمتع أحد بشمها ولثمها؛ وإنما جعلكم روحا لكل حي، ونعيما لكل كائن، فاجعلوا لنا منكم حظا، ولا أقل من النظر، فقد خفنا على أرواحنا أن تضيع ببخلكم، وتموت بصدكم، وما الله بغافل عما تعملون.
يا أهل الجمال، إن كنتم فطرتم على العزة، وجبلتم على النخوة، فهبونا بعض القرب منكم، والأنس بكم، ولكم منا ما تشاءون من ذلة واستكانة، وخضوع وعبودية، وقد عذرناكم لعزكم، فارحمونا لذلنا، وعشقناكم لحسنكم، فاعشقونا لحبنا، فكفى بالحب جمالا وبالعشق زينة، وإن المحب المملول لخير من الحبيب الملول، فإن أبيتم إلا الصد والقطيعة، والجفاء والإعراض؛ فإنا نبشركم بأن الحسن حال تحول، ودولة تدول، ثم يحكم الله بيننا وبينكم، وهو خير الحاكمين.
أوردية الخدين من ترف الصبى
ويابنة ذي الأقدام بالفرس الورد
صلي واغنمي شكرا فما وردة الربى
अज्ञात पृष्ठ